إن ذكرى مبايعة خادم الحرمين الشريفين تأتي معها صور الصدق والولاء لقائد ، أرسى دعائم حكمه على العدل والمساواة، وأنجز لوطنه وشعبه ما يتطلع إليه من أمن واستقرار ورخاء، وما يطمح إليه من مشاريع تنموية، ومبادرات نوعية، وفرص استثمارية واعدة لمستقبل أفضل، ان المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – تواصل حضورها المميز في حصد الكثير من المنجزات، وتحقيق أرقام غير مسبوقة في مؤشرات الأداء العالمي على جميع المستويات.
إن التعليم في المملكة يحظى بدعم كبير من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين لبناء إنسان المستقبل، واستثمار إمكاناته لتنمية وطنه، والمشاركة في تطويره، واكبر دليل على اهتمام القيادة الرشيدة بهذا القطاع الحيوي المهم. وجود التعليم في أولوية جدول أعمال قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها المملكة خلال الشهر الحالي نوفمبر 2020 حيث اولت المملكة أهمية كبيرة لتطوير التعليم؛ من أجل بناء جيل واعد يمتلك ثقافات متنوعة ومرتكزة على تعليم راسخ. يساهم في تحويل الاقتصاد من الاعتماد على مصدر واحد للدخل، إلى اقتصاد يعتمد على العقول ذات المهارة العالية والطاقات البشرية المبدعة والمنتجة.
فقد عملت وزارة التعليم خلال السنوات الماضية بوضع اهدافها الاستراتيجية متوائمة مع الأهداف العامة لرؤية المملكة 2030( اقتصاد مزدهر – وطن طموح – مجتمع حيوي ) من خلال إتاحة خدمات التعليم لكافة شرائح الطلاب و تحسين استقطاب المعلمين وتأهلهم وتدريبهم وتحسين البيئة التعليمية و تطوير المناهج وتنويع مصادر تمويل التعليم ورفع مشاركة القطاع الخاص وتعزيز قدرة نظام التعليم وذلك بتجويد العملية التعليمية منهجا ومعلما وطالبا وبيئة تعليمية.
فقد أنجزت وزارة التعليم أكثر من(50) مبادرة للإسهام في تحقيق رؤية المملكة 2030، وأبرز تلك المبادرات تتعلق بتنمية القدرات البشرية، والسعي الدؤوب إلى تجويد مخرجات التعليم العام والجامعي بما ينسجم مع احتياجات سوق العمل، وتطوير برامج الابتعاث، والتدريب التقني والمهني، ودعم منظومة البحث والابتكار في الجامعات، وتعزيز فرص الاستثمار في التعليم الأهلي، وصدور نظام الاكاديميات الثانوية إلى جانب العمل على برامج التحول الرقمي، والتعاون الدولي، ورفع كفاءة الإنفاق، وتمكين المرأة في المناصب القيادية. وإعادة بناء الهيكل التنظيمي للوزارة لحوكمة العمل المؤسسي فيه وصدور نظام الجامعات، والموافقة على تنظيم المعهد الوطني للتطوير المهني التعليمي، وصدور اللائحة الجديدة لرتب المعلمين، وإقرار مدارس الطفولة المبكرة، وتغيير المناهج، وتطوير لائحة تقويم الطالب، والاهتمام بالاختبارات الدولية والتحصيلية، وإطلاق برنامج سفير 2، وتعزيز مكانة المعلم وتدريبه.
إن ما قامت به وزارة التعليم خلال شهر مارس من العام الماضي والعام الحالي اثناء حدوث جائحة كرونا يعد قصة نجاح ففي غضون مدة وجيزة تمكَّنت من توفير التعليم عن بُعد لأكثر من 6 ملايين طالب وطالبة ولنحو ستمائة ألف معلم ومعلمة، إضافة إلى الملايين من أولياء الأمور من خلال نظام التعليم الموحد ومنصة مدرستي مما كان محل اشادة المنظمات الدولية وأظهرت النتائج تقدّم المملكة في 13 مؤشراً من أصل 16 مؤشراً على متوسط هذه الدول في مستوى الجاهزية، كما كشفت عن حصول المعلمين على دعم كبير للتغلب على عقبات تفعيل التعليم الإلكتروني، إضافة إلى وجود استراتيجية واضحة لدى وزارة التعليم في المملكة لإعادة فتح المدارس، وقياس أي فاقد ومعالجته. واعتمدت الدراسة على البيانات الدولية المقارنة لاستكشاف مدى استعداد البلد للتعامل مع النتائج التعليمية للفيروس وكيفية تعامله مع إغلاق المدارس، وتنفيذ الدراسات الاستقصائية الدولية لمديري المدارس (TALIS)، وبرنامج تقييم طلاب المدارس (PISA)، وكذلك استبيان منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي (OECD ) واستبيان جامعة هارفارد بشأن الردود التعليمية على برنامج Covid-19 الذي أنجزته حكومات 36 دولة (أبريل/ مايو 2020م). ان ماتم إنجازه في قطاع التعليم بالمملكة العربية السعودية لهو يرسم ملامح الرؤية الطموحة ويعد قفزة نوعية نحو العالمية وإعادة صياغة مفهوم جودة التعليم وفق النموذج السعودي.
د.ماجد السلمي
خبير جودة التعليم
مقالات سابقة للكاتب