وجّه وزير النقل بسحب مشروع إنشاء جسر وادي ستارة بمحافظة خليص الواقع على مسافة 150 كلم شمال منطقة مكة المكرمة، وذلك عقب إنذار المقاول عدة مرات؛ بسبب تقاعسه وتأخره في التنفيذ، ويتم الآن تسليم المشروع إلى مقاول آخر؛ لاستكماله وفق ما كشفته مصادر لـ”سبق”.
وطالب الأهالي بتسريع وتيرة المشروع الذي بات أحد أقدم المشاريع السعودية تعثراً بعد أن ملّ الأهالي انتظار تنفيذه منذ 15 عاماً ، عندما أعلن حينها الأمير الراحل عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة بدء إنشائه بعد كارثة غرق عائلة كاملة في الوادي، والتي ما زالت ماثلة في الأذهان.
ورغم البدايات المتعثرة وتلكؤ المقاولين وتجاهل وزارة النقل شكاوى المواطنين؛ بدأت إحدى الشركات قبل سنوات التنفيذ ببطء شديد، واستمرت لفترة قصيرة ثم انسحبت، وجاءت شركة أخرى، ولم ترتفع وتيرة العمل حتى الآن في الوادي الذي يعد أحد أكبر أودية الحجاز، ويقع بين مكة والمدينة، ويمتد بطول خمسة وسبعين كيلومتراً.
ورغم مرور 15 عاماً شهدت الانتهاء من مشاريع عملاقة داخل المملكة كلفت مليارات الريالات، ما زال الجسر المتأخر مكتفياً بإنشاء الأساسات فقط.
ويعاني الأهالي من العزل عن بقية المدن والمحافظات خلال جريان السيول وهطول الأمطار، ويضطرون لاقتناء سيارات دفع رباعي؛ بحثاً عن قطع الوادي حتى في فترات الصحو، حيث تتضرر سياراتهم الصغيرة؛ نظراً لوعرة الطريق الواصل بين طريق الهجرة وقراهم الواقعة على الضفة الأخرى للوادي.
ويقول عبدالعالي بن عامر البنوي أحد المتضررين :
“راجعت وزارة النقل بحثاً عن حل لهذه المشكلة، ومع الأسف لم يتفاعلوا مع معاناتنا التي لا تنتهي مع هذا المشروع المتعثر، والذي لم يتبقّ عليه إلا القليل”.
وقال محمد البقيلي أحد قاطني الوادي: “معاناتنا لا تنتهي من تقاعس المقاولين وسكون وزارة النقل، ولك أن تتخيل مدة الـ 15 عاماً من الانتظار والتأخير حتى فقدنا الأمل في مشاهدة الجسر”.
وأضاف: “المشكلة الأخرى أن المقاول وضع طريقاً مؤقتاً منذ بداية تنفيذ الجسر، ولكنه مع الأسف توقف عن صيانته وتهيئته للسيارات الصغيرة منذ شهرين، فتحول إلى طريق حجري مليء بالمطبات، ولا بد من تجهيزه مع اقتراب العيد، حيث يتواجد عشرات الآلاف من المواطنين في قراهم للاحتفال بالعيد”.