دعني أقول أنني شاعرة أكتب الكلمة و القافية أراقص الحرف لأرسم فرحة وأطعم الجمل بكلمة زاهية تطيب بنظمي النفوس و بعضها تطير في عالم الخيال أبدع بالأوزان لأزرع الأمان أصور الأحداث القاسية ببسمة عابرة و أظن أنني بارعة في نسج كلمة قاسية و جعل طير ينطق وينصح انسانا جاهلا ويا لهولي و ذهولي فتلك الموهبة المتناغمة عجزت عن وصف قطرة مطر باردة لامست نفسي الهائمة و تلك الرائحة الزاكية المنبعثة من تربة ماطرة تنعش روحا ذابلة .
قف عاجزًا أيها الانسان فربك الرحمن استجاب دعوة الظمآن فبعد يوم مشمس تهادت فوق وادينا سحابة متبخترة متمايلة أعلنت برعدها و برقها قدومها الفاخر فشخصت لها الأبصار من مستبشر و فار لملجأ يقيه من زخات تبتليه رقص لها الصغار و تنادى الأصحاب واجتمعت الأسرة و تلاشت الفرقة حينها تسمع الأهازيج أهازيج المطر :
يا مطرة صبي صبي
على قريعة بنت أختي
و منها :
مطـــر مطر عاصي
بلل شعـــر راســــي
وكما لمجيئها مهابة فلرحيلها رصانة فودعتنا ناشرة ألوان طيف زاهية لتخبرنا من غير مخبر بأن نكون في معزل عما يكدر صفونا فحياتنا الوان بها الزاهي ولون القطران و فرح و أحزان فمتى صفت الحياة لعابر الأكوان وهل رأيتم يا عقلاء سفرا من غير زاد و لا وقود و لا مؤنس طريق للمقصود ؟
أيها الأنسان كن كمطر الوديان و كطير في البستان.
فاطمة بنت عبد الحميد المغربي