مطرنا بفضل الله

دعني أقول أنني شاعرة أكتب الكلمة و القافية أراقص الحرف لأرسم فرحة وأطعم الجمل بكلمة زاهية تطيب بنظمي النفوس و بعضها تطير في عالم الخيال أبدع بالأوزان لأزرع الأمان أصور الأحداث القاسية ببسمة عابرة و أظن أنني بارعة في نسج كلمة قاسية و جعل طير ينطق وينصح انسانا جاهلا ويا لهولي و ذهولي فتلك الموهبة المتناغمة عجزت عن وصف قطرة مطر باردة لامست نفسي الهائمة و تلك الرائحة الزاكية المنبعثة من تربة ماطرة تنعش روحا ذابلة .

قف عاجزًا أيها الانسان فربك الرحمن استجاب دعوة الظمآن فبعد يوم مشمس تهادت فوق وادينا سحابة متبخترة متمايلة أعلنت برعدها و برقها قدومها الفاخر فشخصت لها الأبصار من مستبشر و فار لملجأ يقيه من زخات تبتليه رقص لها الصغار و تنادى الأصحاب واجتمعت الأسرة و تلاشت الفرقة حينها تسمع الأهازيج أهازيج المطر :  
يا مطرة صبي صبي
 على قريعة بنت أختي
و منها :    
مطـــر مطر عاصي          
بلل شعـــر راســــي

وكما لمجيئها مهابة فلرحيلها رصانة فودعتنا ناشرة ألوان طيف زاهية لتخبرنا من غير مخبر بأن نكون في معزل عما يكدر صفونا فحياتنا الوان بها الزاهي ولون القطران و فرح و أحزان فمتى صفت الحياة لعابر الأكوان وهل رأيتم يا عقلاء سفرا من غير زاد و لا وقود و لا مؤنس طريق للمقصود ؟

أيها الأنسان كن كمطر الوديان و كطير في البستان.

فاطمة بنت عبد الحميد المغربي

تعليق واحد على “مطرنا بفضل الله

احمد المغربي

اولا شدني الاسم لما رايت فيه من فخر البنوة لابيك
ثانيا اعجبتني المقالة وطريقة السرد التي تأخذ بالقارء الي جدار التخيل ليري كلماتك وكأنها شاشة عملاقة يري فيها كلماتك وهي تحكي عنك وما تفعلينه بالكلمات و كيف تستخدمين بعض المرادفات وتتنتقلين بها من اقصي الشمال الي اقصي اليمين مثل ( أصور الأحداث القاسية ببسمة عابرة ) فكم هذا عظيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *