التطوع أسلوب حياة

أدهشتني كثيراً نفرة أفراد المجتمع للتفاعل مع اليوم العالمي للتطوع .. فنجد الأغلبية تبادر لتقديم أفضل الأعمال والتكاتف وطرح الأفكار البناءة ..

الحقيقة إنه أمر مفرح جداً ويدعوا للتأمل ما أجملها من صورة وما اروعهٌ من بذل إن تم إستحضار النية !!

لكن هل تقتصر هذه الجهود وهذه المٌسارعة في أعمال الخير على مصاحبة هذه الفعالية أم أنها ستبقى بذور تٌنبت أعمال خير مستمرة، ونقصد بذلك التكافل بين أفراد المجتمع وأن نكون على أهبّة الإستعداد لمد يد العون لكافة الفئات بكل ما نستطيع ..

ما نحتاجه أن يصبح التطوع أسلوب حياة بعيداً عن التكلف والمسميات الرنانه .

أن نستحضر النماذج الرائعة التي حفظها لنا التاريخ من السلف الصالح الذين كانوا يتسابقون إلى الأعمال الصالحة وفي مقدمتها البذل والعطاء ومساعدة بعضهم البعض حتى أكتمل البناء فكان أروع مجتمع خلده التاريخ ..

بل لو تأملنا مايرويه الأباء والأجداد عن التآلف والتكاتف في حياتهم في العهد القريب وقد دأبوا على تعهد بعضهم البعض ومد يد العون والمساعدة بالرغم من ضيق الحال في ذلك الوقت ..
علينا أن نحمد الله على ما نحن فيه من نعم وعلى إنتمائنا إلى بلد تتوفر فيه الكثير من الخيرات التي أغنانا الله بها عن غيرنا من الدول.

ونماذج البذل والعطاء في وقتنا الحالي من ذوي المال والمقتدرين عديدة ومشرفة ويزخر بها المجتمع .. لكن ما نريده إضافة لذلك هو التلقائية في العمل وأن تتأصل لدينا تلك الصفة فتصبح جزء لا يتجزأ من حياتنا تتوارثها الأجيال وتصبح سمة للمجتمع المطبق لشرع الله وسنة رسوله.

 

أ. مريم عمران المصباحي
مرشدة طلابية

مقالات سابقة للكاتب

5 تعليق على “التطوع أسلوب حياة

مريم الشيخ

المقال رائع جدا ومميز جسد تأصل العمل التطوعي لدى ابناء هذا البلد المعطاء على مر العصور ،،والدعوة الى استمرارية العمل لجميع فئات المجتمع بدون تكلف او شعارات قد تقلل من قيمته ،،،الى الامام ا/مريم وفقتي في هذا الطرح الجميل🌹

مريم عمران

جزاك الله خير ورفع قدرك .. سعيدة جدا بهذا التعليق الراقي !!! من قامة تربوية مؤثرة …
ونسأل الله أن يوفقنا جميعا إلى ما يحب ويرضى

غير معروف

سميره المصباحي
المقال رااااائع كروعتك استاذتنا مريم 🌹🌹

أم تركي

‏مقال رائع يذكرنا بدوام استحضار النية الحسنة عند البذل والعطاء وألا ترافقها شعارات براقة ولأوقات معينة وتُنسى بعد ذلك. وفقنا الله وإياك أستاذة مريم على العمل الصالح.

مريم عمران

شكرا من القلب على جمال العبارة أختي الغالية سميرة لا حرمنا الله من أصحاب القلوب الطيبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *