في رسالتي السابقة تحدثت معك عن آلية التعلم الفعالة التي عرفتها متأخراً ، والحمد لله أنني فهمتها وبدأت في تطبيقها قبل فوات الأوان … المهم أنني أستعد هذ الأيام لأداء أول تجربة لي مع إختبار الأيلتس الذي تحدثنا عنه سابقاً ، وأدعوا الله أن أحرز درجات عالية فيه … وإنما سأقول لك معلومة وهو أنني بعد إتباعي هذه الطريقة في التعلم بحيث أمرر ما أتعلمه بالمراحل التي ذكرتها وجدت أن التعلم أصبح أكثر سهولة وأزود نفعا وأقضي فيه وقتاً أكثر متعةً ، مع العلم بأن البعض يلومني عندما أتكلم معهم عن الدراسة خارج وقت الفصول الدراسية وأنا أستغرب ذلك منهم … ما يهمني في الأمر هو تحقيق ما أود تحقيقه والتركيز على ما بداخلي وإنما حبي للخير يدفعني لأبذل جهدي لجعل الآخرين يحذون حذوي فيما تعلمته وأستفدت منه عندما أراهم لم يحققوا الكثير مما حققته وحققه البعض من خلال التركيز على النافع وترك ما سواه … وإنما للأسف البعض يغرق في التفاصيل الغير مهمة وتنحرف بوصلته إلى أشياء لا أقول ضاره ولكنها غير ذات أهمية تتصل بالهدف الذي جاء من أجله … قرأت مؤخراً تفسير قوله تعالى (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ) في كتاب لمحمد بن سعدي أهدي إليّ – يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ” وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ ” على إيمانهم ” بِمُؤْمِنِينَ ” فإن مداركهم ومقاصدهم, قد أصبحت فاسدة ، فلا ينفعهم حرص الناصحين عليهم, ولو عدمت الموانع, بأنهم كانوا يعلمونهم, ويدعونهم إلى ما فيه الخير لهم, ودفع الشر عنهم, من غير أجر ولا عوض, ولو أقاموا لهم من الشواهد والآيات الدالات على صدقهم, ما أقاموا – أنتهى كلام بن سعدي ، فرجعت إلى نفسي وما أحاول جاهداّ أن أنقله لغيري ، فما دام هذا الأمر حصل مع نبي هذه الأمة على شدة حرصه لهداية الناس إلا أن البعض لم يستجب وعلى الرغم من ذلك فإنه صلى الله عليه وسلم لم ييأس وأستمر في دعواه ، فإنه من باب أولى أن يحصل معي ومع كل من هو حريص على نفع الناس من غير أجر أو حاجتة إليهم ، وبإذن الله لن أيأس وسأستمر في نقل كل ما أراه ذو فائدة إلى كل من أحب ومن أتمنى له الخير … أعذرني على الجنوح قليلاً عن سرد قصتي مع الإختبار فإن إختبار التوفل وكذكك الأيلتس يركز على أربع جوانب في تعلم اللغة وهي : القراءة ، التحدث ، الإستماع ، الكتابة وليس بالضرورة أن تكون بهذا الترتيب وأحياناً يتم التركيز في بعض الجامعات على جانب محدد حسب التخصص ، والإيلتس أو التوفل لا يوجد فيه رسوب أو نجاح ، وإنما حُزم مقسمة بناء على النتيجة النهائية أو النتيجة الفردية لكل قسم ، وهي تتراوح في الإيلتس فيما بين 5.5 إلى 9 . فمثلاً في التخصصات التي يحتاج فيها الطالب إلى تقديم عروض مرئية وتحدث أكثر فمطلوب درجة عالية في قسم التحدث ، وأما في الدراسات مثل الطب ، القانون ، علم اللغات ، الصحافة والمكتبات المطلوب 7.5 وأعلى ويمكن قبول 7.00 في بعض الحالات ، وأما إذا أحرز 6.5 فيمكن قبوله على أن يدرس الطالب مواد لغة إنجليزية ، وغالباً معظم الجامعات تقبل لدرجة البكالوريوس 6.5 في بقية التخصصات وهناك جامعات تقبل حتى درجة 5.5 وإنما تفرض على الطالب دراسة مواد لغة إنجليزية أحياناً ،وتضاف إلى سجلة الأكاديمي وكذلك الحال بالنسبة للتوفل مع تعديل بسيط في إحتساب الدرجات. مع إستعداداتي لخوض أول تجربة مع الأيلتس فإنني وبحمد الله أديت إختبار الصعود إلى المستوى التالي وتجاوزته بدرجات عالية وأنتقلت إلى المستوى الثالث قبل ثلاثة أسابيع.
بدأت أعرف كيف أتكلم ببعض الطلاقة وكذلك أكتب بقليل من الأخطاء الإملائية وإنما لا زلت أعاني بعض الشيء من ناحية القواعد … ولقد صادفت أحد الطلاب القدامي فتحدثت معه في الموضوع ، فقال لي … يخطيء الكثير من الطلاب حين تعلم اللغة الإنجليزية بأن يقول الجملة في داخله باللغة العربية ثم يترجمها فهذه الطريقة تستغرق منه وقت أطول حتى ينطق الجملة التي يود قولها أو كتابتها ، وفي نفس الوقت تُحدث لديه خلط ما بين قواعد اللغة العربية والإنجليزية وبذلك يتأخر كثيراً في المحادثة والكتابة … ولهذا نصحني إن كان لابد وأن أتحدث مع نفسي قبل بدء الكلام فمن الأفضل أن أجعل الحديث الداخلي بالإنجليزية … وبصراحة طبقت الطريقة فوجدت أنها مفيدة … في البداية وجدت صعوبة وإنما بعد التمرين أنطلق لساني ، وكما يقولون أصبحت أرى الكلام يخرج من فمي من اليسار إلى اليمين … وأعتقد أنني في هذا المستوى سأتجاوزه بدرجات أعلى من السابق وبإذن الله أختصر مرحلة اللغة قبل المدة المقررة … أرى أنني أصبحت أحدثك كثيراً عن الدراسة فأعذرني لأن حياتي أصبحت كلها تدور في هذا المجال ،، فقد تباعدت زياراتنا لأبو عبدالله ، وأصبحنا نقضي وقت أطول في المعهد ، والمكتبة والمنزل وبهذا تعلمت أشياء أخرى … لأول مرة في حياتي أعرف كم هي صعبة عملية خياطة الإزرار وخاصة إزرار البنطلون العلوي … تذكرت أمي عندما كان ينقطع أو ينكسر الإزرار العلوي في الثوب .. يا لهن من صابرات أمهاتنا فنسأل الله أن يعيننا إلى رد جزء يسير من الجميل لهن.
سأتحدث معك في رسالة قادمة … عن مشروع عن الأمهات تقدم به أبو عبدالله إلى أحد المؤسسات الصحفية ، ولكنه للأسف لم يلقى تجاوباً .. لك تحياتي ، وإلى لقاء في رسالة قادمة ، والسلام عليكم