التعليم واستدعاء المستقبل

إن ما يحدث في العالم من تطور علمي وتقني متسارع في شتى المجالات يفرض على المؤسسات التعليمية تحديات مختلفة  لتواكب هذه المتغيرات بصورة مستمرة،  فقد حدَّد المنتدى الاقتصاديّ الدوليّ في دَورته الأخيرة أهمّ التحدّيات التي تُواجِه العالَم في المُستقبل، وجاء تحدي التغير المناخي وتحدي بناء المهارات وتطويرها لمُواجَهة تأثير التكنولوجيا الأعمال والاستعداد لبيئة العمل المُستقبليّة كأهم التحديات.

فالمُستقبل في ظلّ الثورة الصناعيّة الرّابعة والسعي نحو الاستدامة, يتطلَّب قبل كلّ شيء، إعداد مَنهجٍ فكريّ  شامل، لأنّ المُستقبل المُتداخل والمُترابط  بحاجة إلى تعلُّم يتسم بالشمولية  حيث لا يُمكن تعلُّم مجال معيّن بمعزل عن فهْم المجالات الأخرى، ولا يُمكن تعلُّم المهارات بشكلٍ مُنفرِد أو مُنفصل.

فالعالم بحاجة إلى آليات تعلم مختلفة وغير تقليدية لتلبية متطلّبات المُستقبل، وذلك عبر إحداث ثورة في أساليب التعلُّم وتغيير التوجّهات في مجال اكتساب المهارات.

فالأساليب والحلول التقليديّة لم تعُد صالِحة لمُشكلات المُستقبل وتحدّياته فتزايُد الاعتماد على التقنيّة، التي ستحوِّل كلّ ما يحيط بنا إلى وسيطٍ قابل للبَرمجة،  وبالتالي لابد من مواكبة هذا التحوُّل عبر مَنهجٍ تعليمي يغيِّر مَسارات التعلُّم والعمل ،  وتعلُّم يساعد كلّ شخص على الاستمرار في  عملية التعلُّم، وبشكلٍ ذاتيّ،  فالمُستقبل  يتطلَّب نَوعاً مَرِناً من تعلُّم المهارات  للتعامُل مع التطوّرات المتلاحقة والتكيُّف معها.

إن هذا النَّوع من التعلُّم يحتاج  إلى سياقات وتقنيّات تُساعد الأفراد على الإحاطة بالمُشكلات وفهْمها، وتحليلها وتصميم الحلول المناسبة لها وهذا يُعتبر أولويّة بالنسبة إلى عالَم الأعمال المُستقبلي لضمان  استمرارية مواكبة التنمية والاستدامة واستدعاء المستقبل  والذي يجعل من عملية الابتكار ثقافة وأسلوب عمل مستمدة من فكر دائم التعلم.

د. ماجد السلمي

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *