كشف الدكتور سلطان العتيبي مفتش بالهيئة الفيدرالية الأمريكية للطيران واستشاري الطب المهني بالمملكة أن 80% من مراجعي المستشفيات بالمملكة الذين يشتكون من آلام الظهر لا يحتاجون إلى إجازات مرضية ولا حتى فحص مخبري من أشعة وتحاليل وغيرها، مطالبا بسن تعليمات وعقوبات صارمة لمانحي الإجازات الطبية من الأطباء بسبب آلام الظهر.
ولفت العتيبي إلى أن آلام الظهر هي السبب الثاني لزيارة المرضى للمستشفيات في المملكة في ظل صعوبة تشخيص آلام الظهر التي اتخذها البعض وسيلة للحصول على الإجازات والتقاعد الطبي، مستشهدا خلال حديثه بديوانية الأطباء في اللقاء 23 بمنزل الشيخ عبدالعزيز التركي بالخبر مساء أمس الأول وسط حضور من الأطباء والمتخصصين والإعلاميين بعنوان (طرق تجنب آلام الظهر المهنية)، بالقوانين النيوزلندية التي لا تمنح المريض الذي يشعر بآلام في الظهر إجازة فيما في الولايات المتحدة الامريكية يمنح أربعة أيام وفي بريطانيا فقط ثلاثة أيام، واستحضر تجربة شركة أرامكو السعودية في سن أنظمة للتقليل من الإجازات بسبب آلام الظهر غير المعروفة أسبابها ويصعب تشخيصها أحيانا.
وقال العتيبي: لدينا في المملكة تمنح إجازات طويلة للمعلمات والموظفين بسبب آلام الظهر التي لا تحتاج سوى ممارسة الرياضة والسباحة وتغيير بعض السلوك في العمل وطرق النوم والبعد عن التدخين وتخفيف الوزن، الى جانب عوامل نفسية واجتماعية، مؤكدا أن كثيرا من الحالات التي تم الكشف عليها كانت لا تعاني من آلام الظهر إنما تستجدي الحصول على الإجازة أو التقاعد الطبي.
وتأسف خلال اللقاء أن بعض الأنظمة والقوانين المعمول بها في بعض الشركات الكبرى بالمملكة هي التي شجعت موظفيها على تكرار الطلب على الإجازة المرضية بسبب آلام الظهر الى جانب نظام (التقاعد الطبي) الذي من أهم أسبابه آلام الظهر وعدم القدرة على مزاولة العمل، موضحا أن آلام الظهر لا يستطيع الطبيب المعالج تشخيصها بدقة إنما هناك مؤشرات على آلام تساعد الطبيب المعالج على منح المريض إجازة وتلك هي الإشكالية الكبرى التي تواجهها وزارة الصحة، حيث وجد أن 70% من تشخيص آلام الظهر غير معروفة، مطالبا في الوقت نفسه بدراسة تخصص الطب المهني في الجامعات السعودية وهو التخصص المعروف منذ القرن السابع عشر على يد الطبيب الإيطالي روموزيني.
وحذر في الختام من أوزان حقائب الأطفال التي قد تسبب بعض التقوس في الظهر من وقت مبكر مما يشكل عبئا ماليا على الدولة في العلاج إلى جانب الجوانب النفسية التي يتركها المرض على المرضى، وكذا حذر من الإطالة في استخدام الأجهزة الذكية في التصفح مما يسبب آلاما في الرقبة والظهر والركبة من طول الجلسة والانحناء، منوها أن دراسة أشارت إلى أن 97% من السعوديين لديهم نقص في فيتامين (د) وبتالي هذا النقص يؤثر على العظام بعد سن الـ45 سنة.