قبل البداية أود أن نتفق على قاعدة تجمعنا كي لا يتشعب الموضوع وندخل في صراع لا فائدة منه …
قد تتفق معي أن تعريف المتعلم هو من يطلب العلم ويستثمر وقته وجهده في السعي لتحقيق غاية التعلم ، ألا وهي المعرفة والخبرة التراكمية التي بدورها تؤهله للنجاح تعليمياً والإستفادة من المعارف التي يحصل عليها في قابل حياته التعليمية والعملية .
ولأن التعليم يحتاج لذهن صافي وذكاء المتلقي وظروف أخرى مساعدة ترتقي إلى الأمور المهمة التي تبني ذكاء الطالب أو تهدمه خلال مراحل التعليم الأولى ، أقول لك …… بداية
” لا يوجد طالب يتصف بالغباء والضعف الدراسي بل يوجد طالب تم صناعته منذ البداية وما تراه هو نتيجة” .
وهناك عوامل مهمة هي التي قد تكون المسبب في ضعفه الدراسي وهذه الأسباب ترد في سياق حديثنا بإذن الله .
قابلية التعلم : وهذه مشكلة لدى بعض الطلاب ، ليس لديه رغبة في التعليم ولا قدرة ليواصل التعلم ولا الهمة المطلوبة لتحقيق المتأمل منه في هذا المجال وغالباً تكون لأسباب غير واضحة للعيان ولا يريد إظهارها للسطح ، وهي إما أسرية أو محيطه مابعد الأسرة أو المنشأة التعليمية .
الباب الأول :
الأسرة هي اللبنة الأولى التي تبني ذلك الطالب وتنمي فيه معاني حب العلم والطموح والمجد وعدم التخاذل والتحمل في سبيل تحقيق المراد ، فإن كان البيت متخاذلاً في مهمته أو متصدع في أحد أركانه أو عدم تلمس حاجاته النفسية والعاطفية ولمس الطالب ذلك ، فكن على ثقه بعد أمر الله أنه سيؤثر عليه في دراسته وسلوكه لأن الذهن مشغول ومتأثر فكيف يحصل دراسياً .
الباب الثاني :
محيط الطالب وأقصد الأصدقاء والأقرباء وغيرهم ممن قد يدعمون الطالب وهم في بعض الأحيان جدار حماية للطالب من تبعات تصدع الأسرة وطريق عودة ونجدة له ، ولكن في الجانب الآخر قد يمزقون حياته بأحاديث مدمرة تستقر في ذهن ذلك الطالب فيعيش الفكر المخرب حول التعلم والمنشأة التعليمية والمعلمين وكل ما يعيق تقدم الطالب ، فيجعل ذهنه منشغل في تحدي ومعاداة لأدوات العلم ويصرفه عن الهدف الحقيقي .
الباب الثالث :
المنشأة التعليمية وعناصرها وهذه إشكالية ، فقد تكون الأسرة مستقرة وداعمة للطالب ومحيط جيد حول الطالب ولديه الهمة والهدف والطموح ولكننا نصطدم في بعض عقول قد تهدم الذكاء والطموح والإنتاجية بسبب قلة وعي وتفهم وقسوة وعدم إعتبار للزمن والظروف المحيطة ، وعدم تلمس العذر وتقبل الأخطاء ومعالجتها بهدوء ، فلا ننسى الأسباب السابقة قد تؤثر على الطالب سلبياً وأقصد الأسرية والمحيط .
فيجب على المنشأة وعناصرها أن تدرك ذلك جيداً فهي الخط الأخير ، وأيضا عدم قتل الإبداع بجميع أشكاله ، وللأسف ( البعض ) يكون معول هدم وغالبا مايكون في مراحل الصفوف الأولية فهناك يتشكل الطالب المتحمس والطموح أو عكس ذلك بسبب طريقة التعامل والتأسيس والتعاون المثمر …
وكم من معلم أثر على تلميذه تأثيراً كان سببا بعد الله في نعيم حياته فتحية إجلال لكل مربي شعر بالمسؤولية وقدم ما يستطيع .
إذًا ….. بعد هذا إن تضامنت العناصر الثلاثة وقامت بدورها بشكل جيد سيكون ناتج ذلك في الغالب طالب جيد في المراحل الدراسية التالية .
النهاية هي خطوة لم تولد لولا خطوة البداية فنجعل منها خطوة نجاح .
“نقطة ضوء”
تذكر لا يوجد طالب يتصف بالغباء إنما هو نتاج الإهمال التراكمي الذي ولد فراغ معرفي سببه أحد العناصر الثلاث ، فيتشكل إنسان يفتقد حس الطموح ثم يجد نفسه يفتقد أشياء فيحاول أن يشبع الفراغ العلمي بالسلوك السلبي ليقول “أنا موجود” ، إن لم يمت ذهنه ويذوب في أعوامه الأولى مع الوقت ويختفي بسبب البداية .
فالله الله في البداية أخي .. واعلم يقيناً أن حرصك على ولدك يعود بالنفع عليك في الدنيا والآخرة ولك في الحياة عبر .
مقالات سابقة للكاتب