الرسالة التاسعة عشر
توقفنا في الرسالة السابقة عند إستعداداتي لإختبار التوفل والذي نصحني أحد المدرسين به ولهذا بدأت الخطوات الأولى في التوجه إلى أداء هذه الإختبار المهم والضروري لكل الدارسين في أمريكا من غير الناطقين باللغة الإنجليزية .. كانت الخطوة الأولى أنني دخلت على موقع التوفل الرسمي (http://www.toeflgoanywhere.org/ ) أخذت جولة كاملة في الموقع أطلعت خلالها على كثير من النصائح التي يقدمها مبتكروا التوفل للطلاب ، ثم وبناء على نصيحة أحد الطلبة من الجنسية الأسيوية والذي كان معي في الفصل سجلت في موقع التوفل وكذلك أشتريت إشتراك لمدة 180 يوماً لإجراء إختبارات توفل تجريبية تشابه إلى حد كبير الإختبارات الحقيقية وتدور في نفس فكرتها وتصميمها ، وشاهدت أيضاً شرحاً مقدماً من أحد أعضاء فريق التوفل على قناتهم في اليوتيوب (https://www.youtube.com/user/TOEFLtv) وضح لي بعض النقاط ، فمثلاً في القسم القرائي للتوفل ينظر المصحح لإجابتك إلى ثلاث محاور وهي : الطريقة الصحيحة للكتابة وهي : أولاً – قدرتك على إستخلاص المعلومات المهمة من المحاضرة ثم مقارنتها مع المعلومات التي في القطعة المكتوبة ومقدرتك على إيجاد وإيضاح التوافق أو التعارض بينهما، ثانياً – تنظيم الكتابة وهو ببساطة قدرتك على جذب القاريء إلى ما كتبت وإنسيابية الكتابة بحيث يَسْهُل على القاريء معرفة ما تود قوله بدون أي صعوبات أو تعقيد وذلك بالكتابة على فقرات والتنقل بسلاسة بين الفقرات وأخيراً عدم تكرار نفس الفكرة التي تكلمت عنها في جملة سابقة بإستخدام كلمات مختلفة ، ثالثاً – إستخدام اللغة وهو قدرتك على تركيب الجُمل بشكل صحيح ، إختيار الكلمات المناسبة ، المفردات المستخدمة وأخيراً الإستخدام الصحيح لقواعد اللغة الإنجليزية …. وهناك نصائح يقدمها لك مقدموا إختبارات التوفل من خلال برامجهم التدريبية وتلفزيون التوفل وغيرها من الكتب والإصدارات ، أهمها هو التدرب على إعادة الصياغة أي إختيار بعض المواضيع أياً كانت ، ثم كتابة نفس الموضوع وإنما بطريقة مختلفة للوصول إلى نفس الفكرة ، لإن التدرب على هذه الطريقة يكسبك القدرة على الكتابة عن أي موضوع أو الإجابة على أي سؤال مشابه بطريقتك الخاصة المختلفة نوعاً ما عمّا تناوله الكاتب وفي نفس الوقت تكون في نفس محور الفكرة التي بينها الكاتب … ولبناء قدرتك على إعادة الصياغة لا بد من العمل على زيادة المفردات اللغوية التي تعرفها ، وكذلك زيادة المرادفات لبعض المفردات وفي نفس الوقت يمكنك التدرب على إعادة صياغة أي شيء سواءً كان مقالاً مكتوباً أو محاضرة مسموعة ، مثلاً كأن تُعيد صياغة رسالة من صديق ، أو خبر صحفي ، أو موضوع في مجلة وبهذا تـنموا لديك القدرة على معرفة النقاط الرئيسية التي يتحدث عنها الكاتب ويمكن إستخلاص ذلك أيضاً من خلال الإستماع إلى محاضرات صوتية أو مرئية وكتابة النقاط المهمة التي تحدث عنها المحاضر… أو ربما يمكن قراءة موضوعين عن نفس الفكرة لكاتبين مختلفين وبهذا يمكن المقارنة بينهما من حيث التطابق أوالتعارض وتكوين فكرة عن كيفية الكتابة بهذه الطريقة …. بكل بساطة التدريب على إختبار التوفل ليس صعباً في محتواه وإنما الصعوبة نوعاً ما في تطبيق التقنيات وليست من ناحية الفهم بل من ناحية إعطاؤه الوقت الكافي للتدرب …. أي أن الموضوع بكل صدق يحتاج إلى تضحية ببعض وقت التسلية ، وهذا ما قد عزمت عليه وأمارسه الآن ، إذ توقفت عن المشاركة مع فريق كرة القدم والذي كان مرتين أسبوعياً ، وايضاً توقف عن زيارات التنزه ، وزيارات الأصدقاء إلا إن كانت لمناسبة خاصة … نعم لقد توقفت عن أي شيء يشغلني عن الدراسة … وإنما أعطي نفسي ساعات قليلة خلال الأسبوع أُروٍّح فيها عن نفسي ترويحاً بريئاً بالمشي حول البحيرة التي في السكن أو الجلوس أمام التلفزيون وفي نفس الوقت التحدث مع الأصدقاء تلفونياً …أعمل ذلك فقط للخروج من دائرة الجو الدراسي لبعض الوقت … لم أجد كثيراً من الطلبة لديهم أي معلومات عن الذي ذكرته لك هنا عن التوفل والأيلتس ، فأكثرهم يركزون على أداء إختبار الأيلتس بدون أي تحضير جاد له ، معتمدين على ما يتناقلونه من معلومات من بعضهم البعض وبعضهم يدرس مع مدرسين خارج وقت الدراسة والأغلبية يبتعدون عن أداء إختبار التوفل مع العلم بأن أغلب الجامعات يفضلون إختيار التوفل في الدرجة الأولى كمعيار أو دليل على كفاءة الطالب في اللغة الإنجليزية ويضعون إختبار الأيلتس في الدرجة الثانية ، وفي نفس الوقت إختبار التوفل يتميز بأن به خيارات أكثر في التدرب على الإختبار قبل موعده بوقت كافيٍ ومناسب وأيضاً إختبار التوفل يتم عن طريق الإنترنت ويسمى (IBT) بينما في إختبار الأيلتس هناك مقابلة مع أفراد من قبل الجهة المختبرة يجلسون مع الطالب وجهاً لوجه يختبرونه في بعض أجزاء الإختبار وهذا قد يكون فيه بعض المتغيرات ، ونوعاّ ما إختلاف الظروف من إختبار لآخر أو من شخص لآخر نظراً لإختلاف شخصية الفرد الذي يوجه الأسئلة للطالب ومزاجه والأسئلة التي يطرحها على الطالب ، وكذلك حالة الطالب النفسية من المواجهة خاصة إن كان غير متمكناً كثيراً من اللغة الإنجليزية ، فأعتقد أن هذا له تأثير سلبي كبير على الطالب المختبر ، وربما يُقصد منه إختبار قدرات المختبر في مثل هذه المواقف .. أياَ كان القصد فمن وجهة نظري الخاصة أنا لا أفضله ، أما في التوفل فيمكن الدخول على تلفزيون التوفل على اليوتيوب الذي ذكرته سابقاً ليجد الطالب فيه العديد من المقاطع التي تشرح عن التوفل والطرق المتبعة في تبسيط هذا الإختبار المهم … أعذرني فلقد تكلمت كثيراً عن هذا الإختبار ولذلك لأهميته القصوى لكل الطلاب الذين يدرسون في أمريكا أو غيرها ، وهذا يحتاج أداؤه الطلاب غير الناطقين باللغة الإنجليزية في جميع المستويات إلا الحاصلين على الثانوية من أمريكا فإنهم يحتاجون إلى إختبارات أخرى تُسمي (إف كات) ، و(سات) وبعض الجامعات أحياناً تغض النظرعنها إذا كان معدل شهادة الثانوية عالي … وبالنسبة لطلاب الماجستير فإنهم أيضاً لا يحتاجون أحياناً إلى التوفل أو الأيلتس إن كانت شهادة البكالوريوس من أمريكا … كنت أسمع عن التوفل والأيلتس من قبل ولكني لم أكن أعرف أي شيء عنهما ، والآن أصبحت أعرف أشياء كثيرة عنهما … أرايت كيف أن السفر والأحتكاك بالآخرين يعلمك أشياء كثيرة وربما يفتح عينيك على أشياء كنت تراها أمامك وإنما لم تكن تلقي لها بالاً ، فرحم الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على هذا البرنامج الرائع وجزاه كل خير وحفظ الله لنا الملك سلمان ووفقه لما فيه الخير، وكذلك جزا الله خيراً كل من قدم أي خدمة لهذا البرنامج الرائع … لو يفكر بعض الطلاب بمنطقية وفكر إقتصادي ويتخيلوا كم التكلفة المالية الفعلية التي تصرف على كل طالب ، لأستغلوا كل لحظة في الإبتعاث لتعلم شيء جديد حتى وإن لم يكن له علاقة بتخصصهم ، لأن الفائدة سيرونها مستقبلاً ، فلا يدري الإنسان متى وأين وكيف سيحتاج إلى ما تعلمه .. سوف أكمل لك في رسالة لاحقة عن إمتحان الأيلتس IELTSبإذن الله.. إلى لقاء والسلام عليكم ،،،،