المهارات القيادية والسمات الشخصية

تعدّ المهارات القيادية (Leadership Skills ) عنصرًا أساسيًا في جميع معادلات النجاح، سواءً على الصعيد الشخصي أو المهني.

فمهارات القيادة هي من أكثر المهارات المرنة أو الـ( Soft Skills) التي تحتاجها جميع بيئات العمل المختلفة،وتضمّ المهارات القيادية عدّة سمات شخصية، وقدرات إدارية لابدّ لكلّ إداري أن يتعلّمها ويتقنها ليحقق النجاح.

وفي كتاب “القيادة تحدِ” وهو نتيجة دراسة متميزة للباحثان بوسنر وكوزس من جامعة هارفارد استمرت لمدة عشرون عاماً, كان السؤال الموجه لمليون ونصف إنسان من مختلف القارات هو :ماهي الصفة الأولى التي تبحث عنها في القائد؟

ليكون الجواب دائماً بالدرجة الأولى، المصداقية،نعم المصداقية ولا غيرها وهي أم القيم ومصدرها.

ولا عجب في ذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم أعظم قائد عرفته البشرية كلفه رب العالمين بخاتمة الرسالات وقيادة البشرية جمعا لطريق الهدى والحق، وقد عُرف صلى الله عليه وسلم بالصدق والأمانة حتى قبل البعثة وكان يلقب بالصادق الأمين.

والمصداقية هي خلق الأنبياء الذين قادوا الأمم وأوحى إليهم ربهم بالرسالات السماوية لأنهم أمناء على تبليغ رسالاته، وهي منهج القادة والعظماء.

والمصداقية تشمل الصدق والأمانة والنزاهة والشفافية، و هي الثقة التي تتكون من الشخصية والكفاءة، والنزاهة والنية الصادقة تجاه الآخرين وتجاه المصلحة العامة، أو قل هي الأمانة والقوة (العلمية والشخصية) .

والمصداقية والأمانة هما الصفتان اللتان تعززان الثقة بالقائد وتعزز الثقة بين العاملين وتوطن الثقة في داخل المنشأة والثقة هي جوهر القيادة.

وإذا وجدت أزمة ثقة في أي مؤسسة ، بدأ القيادات أو الرؤساء بإلغاء التفويض والتمكين للأفراد نتيجة عدم الثقة وغياب المصداقية لدى العاملين ، بالتالي تكون نتائج الأداء ضعيفة ،أو بالحد الأدنى.

وأيضاً غياب الثقة بالقادة والرؤساء الذين تنقصهم المصداقية يجعل العاملين لا يثقوا بقادتهم ولا بقراراتهم وتوجيهاتهم ، وبالتالي ينشأ مجتمع وظيفي لا تسوده الثقة بين القادة والعاملين، والسبب الرئيس أن هذا المجتمع تنقصه المصداقية، أي ينقصهم الصدق و النزاهة والشفافية والأمانه في التعامل مع الآخرين، ومع الأسف أنه في زمن اختلال القيم أصبح عدم الصدق والمراوغة وعدم الوضوح والشفافية (ذكاء) والصدق والوضوح والشفافية تسمى (عدم ذكاء اجتماعي).

ونحن اليوم في عصر العمل عن بعد وعصر السرعة في الأداء والإنجاز لأن البطء في الأداء له كلفة كبيرة على كافة مناحي الحياة، وتلعب الثقة دوراً مهماً لتيسير الأمر فكلما انخفضت الثقة بين مكونات المجتمع الوظيفي كلما احتجنا إلى إجراءات كثيرة ومعقدة للوصول إلى الإنجاز وهذا يعني مزيداً من الوقت والجهد والتكلفة.

وفي عصر العمل عن بعد أفضل نموذج للقيادة هو (نموذج القائد الذاتي) الذي يخلق من كل فرد في التنظيم قائد ذاتي وهذا يتطلب قدر عالي من التأهيل والمصداقية والثقة.

فالمعادلة كما ذكرها ستيفن كوفي هي: الاستراتيجية *التنفيذ * الثقة تساوي النتائج ،فإذا كان هناك استراتيجية جيدة وتنفيذ جيد بدون ثقة فلا شك أن النتائج تكون سلبية والعكس صحيح.

فلا قيادة بدون مصداقية ولا اتباع بدون مصداقية ولا نتائج إيجابية وحقيقية تحقق بدون مصداقية.

 

د. مرزوق الفهمي

ايميل: [email protected]

@marzouqalfahmi

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *