فاشلون
أنتم فاشلون..
لم تنجحوا من قبل ولن تنجحوا من بعد..
كل محاولاتكم فاشلة..
أفكاركم فاشلة..
طرقكم فاشلة..
آلياتكم فاشلة..
أساليبكم فاشلة..
أساس فكرتكم فاشل..
هدفكم وغايتكم فاشلة..
لماذا لا تفهمون هذا ؟
إلى متى هذا العمى وهذا الصمم ؟
لن تنجحوا ولو بقيتم إلى قيام الساعة..
لن تكسروا إرادتهم..
لن تحطموا معنوياتهم..
لن تسلبوهم حرياتهم..
لن يركعوا لكم أبدا أبدا..
افهموا هذا جيدا.. حاولوا أن تستوعبوه..
فلسطين موجودة في وجدان وشعور وأحاسيس وخلجات ونبضات وأنفاس وهمهمات وأغنيات أهلها..
لم تمت لحظة في حياتهم ولن تموت يوما في أحلامهم..
فلسطين باقية خالدة..
تلهمهم وتحفزهم وتصنعهم على عينها..
لن يستسلّموا ولن يسلموها لكم..
لن يتنازلوا عنها..
والله لن يتركوكم تتنعموا بها ولا فيها..
هم الباقون وأنتم الذاهبون..
سيخرجون لكم في كل زقاق وشارع وزاوية..
كل شهيد تقتلونه يولد بعده شهيد جديد..
كل دم تريقونه يروي أرضا خصبة بالشهداء الجدد..
سينبتون لكم مع الزهور التي تنبت كل يوم.. سيطلعون لكم مع ورق الأشجار التي تورق كل موسم.. سيظهرون لكم في أحلامكم كل ليلة..
زيت زيتونهم يجري في أوردتهم.. يسري في سكاكينهم وحجارتهم.. يوقد لظى ثورتهم.. يشعل حمم غضبهم..
أقصاهم أمام أعينهم.. حيثما توجهوا كان معهم في كل مكان وزمان..
لذا سيصبحونكم ويمسونكم بالموت..
كلما مات علج منكم كلما ظهر وجه فلسطين الزاهي وأشرق وأنور واقترب حلمهم الكبير..
إنهم قدر الله الغالب عليكم وعلى من وراءكم وعلى من معكم وعلى من يريد أن يغيب الأمة عن قضيتها ويفصلها عن قبلتها الأولى.. فلسطين في قلوب مليار ونصف المليار..
بل في سويداء قلوب شبابها بالذات..
لا تتعبوا أنفسكم..
لن تغيبوهم عن فلسطين..
ألم تجربوهم سنين عددا ؟
ألم تجربوا الأمة قرونا طويلة ؟
تضعف.. تنسى.. تقصّر..
لكنها لا تسكت عن حقها..
أمة لا تموت أبدا..
طليعتها اليوم في فلسطين..
وغدا كل بلاد المسلمين تغزوكم وتقاتلكم وتهدم بنيانكم وتكنسكم وتكنس معكم الخونة الذين ساروا في ركابكم زمنا طويلا..
عنوان الشرف اليوم هو حب فلسطين وأهلها وجهادها وبطولاتها..
أيها الصهاينة..
كل فلسطين تقول لكم..
ارحلوا..
فلسطين مش إلكم..
افهموا بكا..
افهموا الحكي هاظ وانكلعوا من هون..
حيا الله فلسطين وأهلها عدد المطر والشجر والحجر..
قريبا باذن الله نقرأ سوية في قبلة المسجد الأقصى:
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
د. إبراهيم الحارثي – إمام وخطيب جامع السديس سابقاً والمشرف العام على مدارس الأندلس الأهلية بجدة
مقالات سابقة للكاتب