في بيتنا دلال

في بيتنا الحبيب صرخت معلنة عن وصولها المهيب حبيبتي صغيرتي دلال، كأنها من مهدها تعلنها صريحة هيمنة قوية تفوق هيمنة الإمام وأمنا حنان طلباتها أوامر وصرخاتها زواجر… وأبي لها منفذ الأوامر تدحرجت بين أيدينا تؤنس ليالينا.

تدحرجت ووقفت شامخة بطولها القصير تسير في الطرقات كأنها تسير في حديقة غناء لا تقف يدها عن بعثرت الأثاث و تذوق كل ما لمسته أناملها الصغار وبعدها بنظرة أنت تعرف المذاق.

في بيتنا الحبيب تعالت الضحكات من نظرة خاطفة أو كلمة عابرة تنادي صالحًا تالح و أمنا نانا والوالد العزيز أصبح باباتي كأنها امتلكته بياء التملك فلا نستطيع ملامسته أو إغضابه حتى ولو بالمزاح لأننا سندخل في معركة هي المنتصرة بعدها فدفاعها عن باباتي مستميت.

في يوم من الأيام طرق بابنا ضيف عزيز صديق أبي الكريم عمنا عبد العظيم سررنا بمقدمه وطيب تكلُمه فجلسنا للسمر و سماع قصص العرب تدور بيننا قهوة الجمر كما أن لعمنا عبد العظيم هالة الوقار وأدب الكبار وعلى حين غرة إذ بباب مجلسنا قد فتح و شرارة العداوة قد بدت، ظهرت أمامنا طويلة الظل مخصرة اليدين وقد سارت بحزم واندفاع نحو أبي مناديه باباتي باباتي أين أنت؟وتلك العيون الناعسة قد رمقت الخاطف —عمنا عبد العظيم— برمقة سيف قاطع الوصال و أرتفع بعدها ذقنها للسماء ثم إنثنت متمايلة حتى أرتمت بحضن مالكها ومملوكها في أثناء ذلك الاستعراض مد عمنا يديه للسلام لكن هيهات هيهات ويا ويلتاه ويلتاه فمن أنت حتى تلامس يدك زهرة الجوليت ؟!تلك الزهرة وشوشت الوالد بكلمات أضحكت فاه فعانقت يداه يديها وبقيت هناك مرة تضحك لضحكه ومرة تتخلخل أصابعها لحيته تلك اللوحيظات أبهجتنا ورسمت البسمة على محيانا وفي لحظة خاطفة سمعنا غطيط الفارسة الهمام صغيرتي حبيبتي دلال.

فاطمة بنت عبد الحميد المغربي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *