الأحداث والتجارب السلبية التي مررنا بها تستحوذ علينا بحيث تأخذ قسطاً كبيراً من وقت الفراغ الذي نُخصصه للتفكير.
إذْ تملك المآسي المتحكمة القدرة على السيطرة على تفكيرك خاصةً إذا كنت تنطق بها بصوت مرتفع؛ كي تخلق حزمةً من المشاعر السلبية بينما تستمر أنت في إعادة إحياء التجربة السلبية.
لكن رغم ذلك التحكُّم الذي تظهره تلك المآسي يمكنك أن تتخلّى عن مآسيك المتحكمة وذلك عبر معرفتك كيف يحدث هذا، وكيف أنك تقضي حرفياً ساعات، وأسابيع في إعادة إحياء المسائل السيئة، ويُمكن لهذا أن يستولي على عملية تفكيرك بالكامل، ويوجّه حياتك نحو التعاسة والقنوط.
يُشبه الأمر الاستيقاظ من حلمٍ سيئ وبقاء طعم التجربة السيئة عالقاً في لسان حديثك الداخلي طوال يومك.
يقوم كثيرٌ من الناس بهذا الشيء عبر تغذية المأساة من خلال الأمور السيئة التي حدثت لهم.
ورغم مرارة ما تمر به، وهول صدمة الحدث، عليك أن تمنح نفسك وقتاً للتعبير عن ما تشعر به، ولا تعجل عليها في عمليتي الاستشفاء والتطهُّر.
يمكنك أيضاً أن تنظر إلى “مأساتك” على أنها جزء من تجربة الحياة، وأنْ تعمل على مجاهدة نفسك في استغلال الوقت الذي استحوذت عليه المأساة المتحكمة في تحقيق نمو إيجابي وتحسينات حياتية حقيقية.
كذلك عليك الانتباه من أن تحمل في قلبك ضغينةً؛ إذْ يُمكن للأحقاد أن تبقى في حياتك ليوم، أو شهر، أو حتى سنوات، ويُمكن لنتائجها في كثير من الأحيان أن تفصلك مادياً عن الآخرين.
واحذر أن تعمد إلى حشو عقلك بتصوراتٍ سلبية تطمس عن بصرك النظر إلى الأمور ببصيرةٍ وحكمة.
أيضاً يمكنك أن تستخدم التجربة لصالحك بدلاً من السماح لها أن تصبح مأساة متحكمة في مصيرك.
إضافةً إلى ذلك، اسمحْ لهذه المأساة أنْ تُعبْرَ عن نفسها بدلاً أن تَعّبُرَ من خلالك.
واستخدم الوقت؛ كي تعكس الإيجابية في الحياة.
ذلك الوقت الذي كنت ستستهلكه في التفكير في “مدى سوء تعاملي مع الموقف” في مراجعته إيجابياً، وتعلُّم أساليب جديدة لكيفية التعامل مع موقف مماثل في المرة القادمة.
مصطحباً في كل مراحل هذه المعالجة حكمة الله ولطفه ورحمته في قضائه وقدره.
سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي