جدد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ، الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ ، التأكيد على مسؤولية الدعاة إلى الله ودورهم المهم تجاه توعية الشباب ، وتوجيههم الوجهة الصحيحة تجاه مجتمعهم ، وتحقيق أمنه واستقراره ، مشدداً على أهمية العناية بهذه الفئة العمرية من المجتمع.
جاء ذلك في مستهل تصريح الوزير الشيخ صالح آل الشيخ عقب رعايته حفل افتتاح ندوة “مسؤولية الدعاة في توعية الشباب بأمن المجتمع “ التي نظمتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلة في الجمعية السعودية للدراسات الدعوية .
وأكد “آل الشيخ” على أهمية مثل هذه البرامج والندوات التي يشارك فيها دعاة ومختصون من جهات مدنية وأمنية ، مؤكد على مسؤولية الدعاة تجاه الشباب وأمن المجتمع .
ونوه بأهمية النزول للمجتمع والتأثير في هذه الفئة العمرية الغالية علينا وهم فئة شباب المستقبل ، والذين تتخطفهم اليوم إستهدافات متنوعة جداً في دينهم ، وأخلاقهم ، وولائهم ، ومنهج تفكيرهم ، لهذا نرى الأهمية القصوى والفائدة العظمى لمثل هذه الندوة والتي تأتي في هذا التوقيت الذي نحن أحوج ما نكون إلى توعية الشباب وتوجيههم في مثل هذه القضايا البالغة الأهمية.
وحث “آل الشيخ” الدعاة على ضرورة النزول بمستوى الخطاب إلى ما يفهمه الشباب ، وقال “الخطاب الدعوي قد يكون عاجيًا خياليًا ، نريد خطابًا دعويًا ينزل إلى القلوب ، والنفوس ليصلحها ، نريد خطابا واقعيا ، والواقعية في الخطاب الدعوي هي دعوة الشباب إلى ما يُمكنهم قبوله ، وليس إلى ما نريد أن يكونوا عليه ، فالداعية أو العالم أو الشيخ لا ينبغي أن يخاطب هذه الفئة بما يناسبه هو ، وما يريده هو ، لكن يدعوهم إلى ما يمكنهم قبوله ، لتؤتي هذه الدعوة ثمارها المرجوة وأهدافها المأمولة ، ومخاطبة الناس بما تدركه عقولهم وما تتحمله مطلب رئيس في الدعوة إلى الله عز وجل“.
وشدد “آل الشيخ” على أهمية ونوعية ولغة الخطاب الموجه للشباب، وقال: “إذا أردنا فعلاً أن نمد الجسور مع الشباب لا بد أن نتجه بالخطاب إلى مستوى الشباب والخطاب معناه ، وسيلة الخطاب ، محتوى الخطاب ، لغة الخطاب التي لا بد أن تكون قريبة ، وأن لا يحمل الشباب فوق طاقتهم من جهة التفكير ، وفي جانب الإلتزامات الدينية يعطون مبادئ تناسب ما يتحملونه خاصة في الأعمار من 17 إلى 18 سنة والتي هي الآن مستهدفة من قبل التنظيمات الإرهابية في الألعاب ، وفي النت ، وفي البرامج المختلفة وفيما يصلهم من الوسائل العصرية.
وقال: نحن في وزارة الشؤون الإسلامية ــ بحكم مسؤوليتنا عن الدعاة والدعوة في الدولة ـــ نرى هذه الندوة مهمة جدا ونقطة في الطريق الصحيح ، وبداية ـــ إن شاء الله ــ لانطلاقة أمن مجتمعي في صفوف الشباب.
ورأى أن تنوع المشاركين الذي شهده حفل الافتتاح أعطى أهمية كبيرة للندوة ، وقال: إن الحضور في الندوة متنوعون ، فثم حضور علمي ، وحضور فكري ، وحضور أمني يعني المعنيين بالسجون ، والمعنيين بالتوعية الفكرية في وزارة الداخلية والمعنيين بهذا المشروع ، موضحا أن ورش العمل إنما تصير غنية وبناءة إذا كان الحضور متنوعا ، أما إذا كان مشربا واحدا تصير التوصيات في الغالب حسب الحضور.
وأعرب “آل الشيخ” عن تفاؤله بنجاح هذه الندوة في ظل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، ودعم إدارة الجامعة لمثل هذه الأنشطة المتميزة ، وقال: “كما نسجل أيضاً تفاؤلنا بنشاطات الجمعية السعودية للدراسات الدعوية “بصيرة” في إنطلاقة أكبر ، ونرجو إن شاء الله ، أن ينتج عن هذه الندوة ، وعن ورشة العمل واللقاءات فيها توصيات مناسبة قابلة للتنفيذ“، مبينا أهمية كون هذه التوصيات مختصرة وواضحة ليسهل تنفيذها ، وقال: “نأمل أن يعتني الإخوة في الندوة وفي غيرها من البرامج والندوات التي تنظم من قبل مختلف الجهات أن تكون التوصيات قليلة ، ومحددة قابلة للتنفيذ إبتداءً من جامعة الإمام بلقاءاتها بالشباب ، ووزارة التعليم بشكل عام ، ووزارة الشؤون الإسلامية في خطاباتها الدعوية ، والمساجد وجمعيات تحفيظ القرآن ومكاتب الدعوة وما إلى ذلك.
ورداً على سؤال: هل ستعالج الندوة الفكر الضال الذي أصبح يستهدف فئة الشباب في الآونة الأخيرة ، ويسعى أصحابه لاختراق الشباب؟ …
قال : “بلا شك أمن المجتمع من أهم وأولى ما يدعى إليه توعية الشباب بالأمن به ضرورة جداً ، الشباب نشأوا لا يعرفون الفرق بين الخوف والأمن ، لا يعرفون الفرق بين الإستقرار والفوضى ، لا يعرفون الفرق بين الإيجابية والسلبية ، من طبيعة الشاب التهور ، من طبيعته الإندفاع ، هذه كلها معطيات تغير من الوسائل ، الوسائل التي نخاطب بها الدعاة ، ثم تغير أيضاً من أولويات المحتوى ، محتوانا الديني واحد ، لكن كيف نرتب الأولويات ، ما يصلح للشاب لا يصلح لغيره“.