إذا أردت أن تطاع فاطلب مايستطاع .. رسالة من الميدان
بينما أنا أنتظر أبنائي يعودوا من يوم دراسي جديد لكي أسألهم عن ذلك اليوم وماصاحبه من أحداث ومستجدات ، وقبل أن أسألهم هم بادروني بالجواب ، ولكن جواب مليء بالطلبات المقنعة وغير المقنعة ، فهذا معلم يطلب مطوية ، وآخر يطلب مشروعاً ، وثالث يكلفهم بحثاً ، هذا من جانب المعلمين .
أما الجانب الآخر (المعلمات) فحدث ولا حرج ، فقد تجاوزت طلباتهم المجهودات الجسدية إلى التكاليف المادية المبالغ فيها والتي تعجز كثير من الأسر عن تحملها ، مما يترتب على ذلك أضراراً نفسية على بعض الطلاب والطالبات وأسرهم الغير قادرين على تحقيق تلك المتطلبات.
مشكلة المشاريع وما تتبعها من ملحقات ( أنشطة وفعاليات ) لم و لن تقتصر على الطلاب والطالبات بل تعدت للمعلمين والمعلمات ، فأصبح المعلم لا يدري هل يؤدي حصصه ويكمل منهجه الدراسي أم يتابع أعمال الطلاب والتعاميم اليومية التي تطالبه بإقامة الأنشطة والفعاليات ، و التي أصبحت لا ينقضي أسبوع إلا ولها منه أوفر الحظ والنصيب .
أعتقد من وجهة نظري حل هذه المشكلة للمعلمين والمعلمات يكمن في تخفيض نصاب الحصص لكي يتمكن المعلم من الموازاة بين حصصه وماتتضمنه من مشاريع وبين الأنشطة والفعاليات المصاحبة لها ، ولا ينسى كل معلم ومعلمة بأن تذمره من كثرة المهام الملقاة على عاتقه هي نفس ردة فعل الطالب وأسرته عندما يُطلب منهم فوق طاقتهم ، فلا ترهقوا الطلاب وأسرهم واجعلوا من تلك الأنشطة والتكاليف حافزاً لكسب مزيداً من المعرفة والعلم قبل أن تكون وسيلة للحصول على الدرجات وحسب.
أما الطلاب والطالبات فيمكن مساعدتهم في تجاوز تلك المصاعب بخلق بيئة مدرسية مناسبة تساهم في إنجاز جزء من تلك المتطلبات ، وأهم أعمدة تلك البيئة هو وجود مركز مصادر تعلم مجهز ومفعل ، والجزء الآخر من المهام تكون الأسرة شريكة في إتمامه .
خاتمة … لا أحد ينكر أهمية الأنشطة الصفية واللاصفية داخل المدرسة وخارجها ، ولكن واقعياً إذا تجاوزت المنطق ستكون النتيجة عكسية على الطلاب والمعلمين .
عيد حامد المرامحي
مقالات سابقة للكاتب