“الخوار” تعود من جديد للواجهة تصرخ ويرتفع صراخها غير أنها هذه المرة من سقم وتتألم وتنشد الدواء ، فلا مجيب ولادواء ، وتطلب الإسعاف فلا مسعف ، تستجير من كسر في وضعها الصحي فهل من جابر لكسرها؟!، هل من مضمد لجراحها ؟! ..
عندما ترى المريض يتعذب ألم وحرقة على صحته ، فتحزن عليه في كل مرة وهو يتردد على المركز لطلب العلاج الذي قد يجد فيه راحته وشفائه بعد الله ، ولكن المريض ينصدم بعبارة “لا يوجد طبيب” ، حينها تراه في حيرة وتأتيه الهواجس ، وعندما تقابله تجده يتحدث بعبارات تنبع غضباً ، فتقترب منه وتحاول تلطيف أجواءه بكلمات قد تعيد إليه البسمة والراحة النفسيه.
هذا يا سادة حال أهالي قرى مركز “الخوار” ومعاناتهم مع القطاع الصحي بمحافظه خليص (مركز الرعاية الصحية الأولية) إتجاه مركزهم المتطور والمدعوم بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية من حكومتنا الغالية ممثلة بوزارة الصحة ، والتي حرصت على تقديم خدمة طبية أولية عالية المستوى في القرى والهجر لكي ينعم بها المواطن والزائر والمقيم عن قرب من أجل تخفيف أوجاعهم وتجنبهم مشقة السفر والإنتقال إلى المستشفيات الكبرى إلا في حالات الضرورة ؟!
ينادي سكان “الخوار” المسؤول .. أين الإنسانية الصادقة إتجاه كبار السن والأرامل والمحتاجين للرعاية الطبية في قلوبكم ؟! ..
كما يتساءلون لماذا نُقل طبيب الأسنان وتم إقفال عيادته منذ عام دون أي مراعاة لحقوق المرضى ؟! ، وعلى حسب أقوالهم تُركت أجهزة قسم الأشعه مركونة منذ افتتاح المركز في عام ١٤٣٢هجري وحتي الان دون الإستفادة منها ، وهي بالتأكيد كلفت الدولة مبالغ باهظة الثمن عند تأمينها ، كما أفادوا أن المركز لا يوجد به فني مختبر ولمدة ٣ أيام في الأسبوع رغم كل الإمكانات والأجهزة الحديثة والمتطورة ، ومع ذلك يجبرون الأهالي بإجراء التحاليل يومي الأربعاء والخميس ، ولكن من حقوق مرضى السكري والضغط متابعة حالتهم الصحية بإجراء التحاليل الطبية بمختبر المركز طيلة أيام الأسبوع ، كما لا يخفى عن الجميع بأن صرف الأدوية للأمراض المزمنة يحتاج إلى نتائج مخبرية ولا يمكن للأطباء صرف أدويتها إلا بعد التأكد من نتائج التحليل الأولية .
كم هو مؤلم حينما يُفقد إحساسكم بالمسؤولية ..
على مدى أعوام وأنتم تشاهدون المريض عندما يقوم بمراجعة المركز الصحي يخرج منه دون علاج ويردد قائلاً : “إلى متي ونحن في عالم النسيان“ ، ألهذا الحد أرواح البشر رخيصة لديكم؟!! .
كما نود أن نخبركم بأن المركز لايوجد به سائق إسعاف ، فمن سوف ينقل الحالات الطارئة ؟! ، وكذلك لايوجد حراس رسميين للمركز الصحي فقد أختفوا عن الأنظار خلال السنوات الماضية ، ولكنهم كانوا موجودين في السابق لحراسة ممتلكات المبنى بعد نهايه الدوام الرسمي .
هناك العديد من علامات التعجب التي تدور في أذهان ومجالس أهالي القرية والتي تحتاج إلى تفسير !!! …
كما لا يخفى عنكم فإن جميع المراكز الصحية المجاورة للخوار تُدعم بكافة الكوادر الطبية من طبيب أسنان وفني أشعة وفني مختبر وطبيب عام ، غير أن القصور لا يوجد إلا في مركز “الخوار” وقراه التي تتجاوز ( ١٣ ) قرية ، حيث يوجد بهذه القرى مدارس بنين وبنات ودوائر حكومية تحتاج إلى الرعاية الطبية والعلاج !! فمن هو المقصر والمتسبب في إستمرار هذه المعاناة ولسنوات طويلة ؟! ..
نحن لا نطالب بالمستحيل بل نطالب بالعدل والمساواة والإنصاف في تقديم الخدمات الطبية أسوة بالمراكز الأخرى المجاورة ، وقد تحدثوا وكتبوا بقلم الحقيقة وماهو موجود على أرض الواقع ويعاني منه أهالي قرى الخوار ، ومن هنا يتطلع مشايخ وأعيان وشباب ونساء وأطفال “الخوار” تحقيق حلمهم المفقود ، ويأملون أن تصل شكواهم إلى معالي وزير الصحة للتدخل العاجل لحل معاناتهم وطرح السؤال على من قصر فيهم ، ومحاسبة من أهمل منهم طيلة السنوات الماضية .
ولازلنا نؤكد ونشيد بالكلمة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان – حفظه الله ورعاه- عندما إستقبل الإعلاميين السعوديين قائلاً : حفظه الله [[ أقول لكم يا إخوان نتحمل مسؤولية الآن وولي العهد معي وأبناؤنا نتحمل مسؤولية ، رحم الله من أهدى إليّ عيوبي ، يكتبون في الإعلام فليكتب من يكتب لكن أي شيء تشوفون له أهميته الأخرى فأهلاً وسهلاً ، التلفون مفتوح والأذن مفتوحة والمجالس مفتوحة ]] .