أيقونة الحب الحقيقي

الاحتفال وإظهار الفرح أمر تعشقه النفوس ، بل أضحى مكافأة مستحقة يعقب كل  إنجاز يحقق من أفراد ، أو جماعات سواء كان عادياً أو فوق التوقعات  ، المهم فيه ريحة تحقيق الهدف ، أو حتى جزء منه.

ولحد الآن كل يقر هذه التصرفات ، ويحبذ هذه  السلوكيات الإيجابية  ، والجميع يسعد بالمشاركة في تلك  الاحتفالات ، من باب حب الخير للغير ” لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ” .

لكن في الآونة الأخيرة ظهرت احتفالات من نوع آخر ، لم يكن الباعث لها  الإنجاز أو النجاح ، إنما التعثر والفشل المحفز الأول لها ، كحفلات الخلع والطلاق التي عمت وطمت مجانبة سراط الصواب، ومبعثرة دروب الصلاح والفلاح .

لاشك أن القيام بهذا العمل لايقره العقل و لا المنطق، فهو تصرف مبني على قرارات خاطئة اٌتّخذت في لحظة عدم اتزان ، شربت من كأس الغضب فهو أهزل حظ ، وأسوأ سلاح ،  والحكماء يقولون :” لايحكم على صحة أي قرار من عدمه إلا بعد مرور أربعٍ وعشرين ساعةّ ” حينها  تتضح الأمور ، فتتهاوى الخسائر  ، وتسمو الأرباح .

وليعلم الجميع أن محطات الانتظار فارقة؛ تحمل لنا أحياناً دفعة قوية للاستمرار في الطريق ، لكنها في حينٍ من الدهر تقذف في قلوبنا أمنية العودة  إلى نقطة البدايات ، فمشكلات الطريق وعيوبه لاتُكْتَشَف أثناء السير بل في محطات الانتظار ، فنغير خطة السير ، أو نشرع في الإصلاح.

فيا معشر الأزواج و الزوجات انفثوا ثاني أكسيد الحب، واستنشقوا أوكسجينه؛ وكونوا قطبي  مغناطيس ؛ تتجاذبون شحنات حب ، ترسم  قصة  مجنون ليلى ، فهي أيقونة الحب الحقيقي ، عطر على مدى العصور والأزمان منتشر فواح .

عمر المصلحي

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *