نظارات وردية!

يستمتع معظمنا بتجربة حياتية إيجابية نسبياً عندما تسير الأمور على أفضل ما يُرام،ولكن عندما لا تسير الأمور بالطريقة التي نرغب،فإن الفجوة بين الإيجابية والسلبية يُمكن أن تتسع إلى حد كبير.

••••••••••••

وهنا لابد من طرح السؤال التالي:
هل تجد نفسك تتذمّر أحياناً من الطقس،أو حالة البلد الذي تقيم فيه،أو من الأوقات العصيبة هذه الأيام؟
إنّ النظر إلى العالم بعين السلبية يستنزفك،وسوف تتراكم تصورات الحزن والكآبة؛وتصبح طريقتك المعتادة في التفكير إذا ما سمحتَ لنفسك أن تكون على هذا الحال.

••••••••••••

وكي تصبح أكثر إيجابية،عليك أن ترفع من نفسك بوعي واستمرار قبل أن تشتكي ظاهرياً من أي شيء.
فغالباً ما يؤدي تفعيل الأفكار السلبية إلى خلق الفكرة السلبية كـ “حقيقة” داخل ذهنك.

••••••••••••

إن الأمر لا يتعلق بوضع نظارات وردية،والتغافل عن كل الأمور السيئة في العالم،وإنما هو حالة تُلطّف فيها نظرتك إلى الحياة بحيث لا تنجذب تلقائياً إلى جوانب الموقف السلبية قبل أخذ الإيجابية في عين الاعتبار.

••••••••••••

وبناءً على هذا الأمر عليك أن تختار الإيجابية في الأشياء التي تراها وتشعر بها وتختبرها.
فهي ليست مسألة كونك سعيداً ظاهرياً وعلى نحو مبالغ فيه طوال الوقت،وإنما هي مسألة اختيار الانجذاب نحو الأشياء الإيجابية بحيث تعكس حياتك ما تختبره.

••••••••••••

ويمكن القيام بذلك من خلال مشاهدة الأفلام المبهجة والمسرحيات المرحة، والانخراط في قراءة مواد إيجابية ممتعة،أو إحاطة نفسك بأناس مشحونين بطاقة إيجابية،ووضع لك غايةً سامية ترنو إليها وتعمل على الوصول إليها.

••••••••••••

هناك الكثير من الطرق لتحقيق تجربة إيجابية في الحياة،وكل ما عليك فعله هو خلق خيار الحياة الواقعي كي تختار “فعل كذا”،فـ “تصبح كذا”.

••••••••••••

يسأل كثير من الناس قائلين:
ماذا عن الأوقات الصعبة؟حيث يكون النظر إلى الجانب الإيجابي والامتنان أصعب بكثير حينها.
عندما تكون الأوقات عصيبة،غالباً يكون الأمر الوحيد الذي نستطيع القيام به هو تجاوزها لا غير بأي صورة.
لكن يظل الامتنان هو أكثر الأدوات المُعِينة لنا في تجاوز تلك الأوقات العصيبة.

•••••••••••

والامتنان لا يعني تجاهل الأوقات الصعبة،ولا ادَّعاء عدم وجودها.
إن الممارسة المنتظمة للامتنان تعمل على تدريب الذهن على مسح المشهد اليومي في حياتنا،والتركيز على الجانب المضيء أكثر من المظلم. 
وبما أنه يركز على المضيء؛فهو يبعث فينا شعوراً أفضل.

•••••••••••

عادةً في الضغوط والهموم التي تحشو أذهاننا حينما نكون تحت الضغط ونشعر بالانهزام ما تكون تلك التفاصيل اللذيذة في يومنا غير ملاحظة،ولكن عند إعطائها بعض الاهتمام والامتنان لوجودها؛فإنها تستطيع بالفعل أن تنثر بعض بذور السعادة الإضافية في بقية يومنا.

••••••••••••••••••••••

سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

2 تعليق على “نظارات وردية!

غير معروف

احسنت دكتورنا

🌷 🦋 آلَحيُآة حلَوُة 🦋🌷

راق لي جداً .
فعلاً استاذنا
كثير منا يستغرق في الالم
وينسى او يتناسى الامتنان للنعم الكثيرة التي تحيط به …

والحمد لله على نعمة العظية 🌸🍃

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *