أعوذ بعزة الله

سنة مرت وهذه السنة الثانية ، بين الحمى و العافية وقريب عزيناه وصغير فارقناه وقلوب قد تغيرت وأموراً قد تبدلت فأصبحنا في مرجل وأمسينا في معزل وكثر القال والقيل بين العاقل وذا الفكر الضليل و إنه والله لأمر جلل أصاب  العالم بالوجل فتجهوا للمختبرات وللمجاهر واللقاحات علّهم  لعدوهم داحرين  وللعلاج لمكتشفين و كلنا لهم من المساندين المنتظرين ، والغريب والعجيب ولأول مرة يتفق العالم المسلم والكافر  على عدو واحد  ، جندوا له الجنود و لاذوا من عدوهم عدو الألفين والعشرين بالحجر و التفرقة و العين المسلمة إنها جائحة (فيرس كرونا) انظر إليه إنه مستمر و في نشاط متجدد وشكل متحور .

المسلمين فأين هم من قوله تعالى في سورة لقمان :

( أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَةِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آَيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (31) وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ (32)

وقال عز وجل -: (وَيا قَومِ استَغفِروا رَبَّكُم ثُمَّ توبوا إِلَيهِ يُرسِلِ السَّماءَ عَلَيكُم مِدرارًا وَيَزِدكُم قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُم)

قال -سبحانه وتعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }[٦] قال عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- :”لعلّهم يتوبون من المعاصي” فقد ظهر الفساد في مآكل النّاس ومشاربهم وفي برّهم وبحرهم وفي سفرهم وإقامتهم وفي كلّ شؤونهم، فيذيقهم الله -سبحانه وتعالى- بعضاً من قدرته وقوته لعلّهم يتوبون فيرفع الله عنهم ما نزل بهم من البلاء والوباء والمحن.

ثم كن حكيم زمانك وأفعل ما يفعله الذي يخفق في أمر ما فلا يثنيه تعثره بل  يتعلم من عثراته فينظر ما سبب تعثره ويزيح عن نجاحه ما عثره ونحن نبحث عن الدواء بيد الطبيب وقد تناسينا ما قاله معلم و طبيب البشرية عليه أفضل الصلاة والتسليم فيما رواه مسلم في صحيحه عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده ، فقال له رسول الله صلى الله عليه : ضع يدك على الذي يألم من جسدك وقل : باسم الله ، ثلاثا ، وقل سبع مرات : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر “.

فاطمة بنت عبد الحميد