من راقب الناس مات همّاً .
هذه المقولة تعطي درساً مهماً وفي غاية الأهمية ، وكأنها تقول لمن ترك عيوبه و أشغل نفسه بتتبع حركات وسكنات الآخرين بإن مآله الهم والغم والكآبة والحزن ، وسوف ينادي في الناس وهو هائم على وجهه في الشوارع منادياً يامن يشتري سهراً بنوم؛ ليذق لذة وطعم النوم التي سلبت منه جراء عمله المشين ألا وهو تتبع عورات المسلمين ، والثرثرة وكثرة السؤال والمبالغة في ذلك .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ….فإنَّما أهلك من كان قبلكم كثرةُ سؤالهم ….. ” .
ومن الملاحظ….. في مجتمعاتنا أنهم يسألون عن كل شاردة وواردة ، فإذا كنت أعزباً قالوا مالك أعزب ؟!
و إذا تزوجت في سن مبكرة تعجبوا، وإن تأخرت في الإنجاب نعتوك بأقبح وأبشع الصفات لدرجة الطعن في رجولتك، وإن رزقك الله بنتاً قالوا ألا ولداً يشيل اسمك ” من خلّف ما مات ” ، وإن رزقك الله الذكور قالوا أين البنات بهن تحلو الحياة وتصفو ، وإن تخرجت وتأخرت الوظيفة نعتوك بالعاطل الباطل ، وإن اشتغلت في مهنة لم يألفوها عابوا عليك .
وسيظلون وراءك حياًّ وميتاً ، ولو كنت بعد الموت تسمع مايقولون ؛ لسألوك ويْ مابال قبرك مجدب ؟!!
عمر المصلحي
مقالات سابقة للكاتب