خلف النوافذ
سرير وأجهزة وجسد هناك تأن جوانبه يزوره الطبيب والأهل والحبيب وكلهم يدعون له بالشفاء وزوال البلاء تختلف الأسباب من مرض وحادث اصطدام لكنهم سواء فكلهم مستلقون على الأسرة البيضاء __ فعجل اللهم لهم بالشفاء __
ما أضعف الإنسان حين ينام! أو عندما يتجرع الألم ويكون بلا أمل، تحلق عيناه في الفضاء تطلب الشفاء.
خلف النوافذ
سعد وسعيد يحلمان بالعيد في ظل البيت السعيد هذا يلاطفهم وهذا يداعبهم وأم رؤوم وأب حنون ولعبة مسلية وعم وخال وسرير ودثار ، لكنها نظرة من خلف نوافذ باطنها مجهول الهوية أو طفل بلا أسرة حفية تلاحمت حياتهم في ملجأ الأيتام.
فما أرق الانسان حين ينظر لهم بتحنان.
خلف النافذة
عيون ملئت دموعها المحاجر حتى ابيضت تنظر لسواعدها التي شدت تلك المفاصل وساندت جدارا هاوي حتى أشتد ثم على موج الحياة قذف به في دار يرعاه ابن ليس بابنه وفي بيت ليس ببيته ينتظر لمحة من ظله يروي عطش شوقه.
فما أجحد الانسان حينما ينكر لأهل الفضل فضلهم.
خلف النوافذ
أعجمية في أرض العرب جات ولها سبب ألا تجعل الأبن يعيش في كبد أو والد مريض تأمل منها المزيد فجات يحدوها الأمل كريمة الأصلي والنسب فلما المذلة يا عرب؟! — متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا! —
فما أجهلك يا إنسان حينما تنسى ما كان فيما سبق من الزمان فلربما تغير الحال وذهب المال حينها تذق ما ذاقته من هوان.
خلف النوافذ
تتراقص الأزهار بفرح وازدهار فلقد جاء الابن البار بشهادة الطيار أو مهندس أو نجار أو مدرس للأجيال حقق حلمه وجنى ثمره.
فمن علمك يا إنسان أن تخوض الغمار وتبني السعادة في منزل الولادة.
خلف النوافذ
تجهزت بالأبيض والزهر والعنبر تسعى لبيت قد رسمت حوله الأحلام لتعيش في استقرار وخلفت من بعدها العيون والقلب الحنون يدعو لها بالسعادة والخير والزيادة.
فما أقوى قلبك يا انسان حينما ترسل النواعم لمنازل الباسل أو الجاهل
خلف النوافذ
أم تكابد وأب يجاهد يرسمان البسمة رغم ألم اللحظة ويسقينا الصغار رحيق الأزهار متجاهلين لسعة النحل وألم الشوك و يجعلان الدنيا من حولهم أمن وأمان ، فلما تستنكر يا انسان تضحية القلب الولهان
خلف النوافذ
ألوان فاتحة أو قاتمة وجبال راسية تحملت عناء الحياة الفانية أو قلب رقيق أنعم من الدقيق أو خنجر مسموم وأفعى تبث السموم، خلف النوافذ أسرار كشفت أو سترت وعيوب فضحت أو نسيت وفرحة سويعات وحزن ولى وفات.
فما أعجب حياتك يا انسان!
فاطمة بنت عبدالحميد المغربي
مقالات سابقة للكاتب