عندما يقوم المسلمون بأداء شعائرهم التي فرضها الله عليهم يقوم أعداء الاسلام باستغلاله شر استغلال فعندما نقوم بذبح الأضاحي وهي شعيرة أمرنا بها الله سبحانه وتعالى يقوم الأعداء برمينا بالوحشية في ذبح الأضاحي بحجة الرحمة بالحيوان وكذبوا فليس هناك إنصاف في هذا العالم ودائماً ما يكيل هذا العالم بمكيالين ولكن نحن لا نستغرب هذا الهجوم الشرس على أي عمل يقوم به المسلمون ودائماً ما ينظر إلينا الغرب المسيحي والشرق الملحد بأننا لا نحسن التصرف ويحاول دوماً أن يكون وصياً علينا برغم كل ما ارتكبوه من مجازر ليس بحق الحيوان بل بحق الإنسان الذي كرمه الله وجعله خليفةً في الأرض ليعمرها وإلا كيف نفهم ما قاموا به في حربين عالميتين في ثلاثين سنة قُتل ما يزيد على سبعين مليون إنسان ففي الحرب العالمية الأولى قُتل عشرون مليوناً من البشر وفي الحرب العالمية الثانية قُتل أكثر من خمسين مليوناً ثم يتباكون على أضحية أمرنا بها الله الذي ( لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) هذا هو النفاق بعينه هم لا يبالون بحياة البشر أنظروا إليهم وإلى الآن ما يفعلون بسبب جشعهم وطمعهم في الشعوب المغلوبة على أمرها فكم ذاق المسلمون منهم الويلات بل كم ذاقت الإنسانية من ويلات بسبب تهور شخص عانى من جنون العظمة فقتل الناس بدون مبرر سوى حب السلطة والتسلط على رقاب الخلق ثم يذرفون دموع التماسيح نفاقاً على حيوان ذُبح بسبب إطعام المساكين الذين هم ضحايا صلفهم وجبروتهم وطغيانهم ولن يخدعونا بهذه الدموع الكاذبة فلقد خبرناهم وكشفنا زيفهم وافترائهم.
إن الرسول الكريم محمد ﷺ الذي أرسله الله رحمةً للعالمين يقول: ( عن رسول الله ﷺ قال: إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحة، وليُحدَّ أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته) ونحن نتحداهم أن يأتوا بقانون أو توصية أو طريقة تقول مثل هذا في حق الحيوان أو قتلة أرحم مما يقوم به المسلمون في ذبح الحيوان وتزكيته وهم يعلمون تماماً أن ذبح المسلمين للحيوان بهذه الطريقة هي الطريقة الأرحم والأريح للحيوان ونحن نرى كيف يقتلون الحيون إما بضربه بآلة ثقيلة أو بأية وسيلة يتعذب بها الحيوان الأعجم وأين هم حين قامت استراليا عندما كثرت الجمال ( الإبل) في صحرائها كثرة جعلتهم يقتلون مئات الآلاف منها بإطلاق الرصاص عليها بدون مبرر فقط لأنهم رأوا أنها تضايقهم في آراضيهم ولم يقتلوها لإطعام الفقراء أبداً ولكن لخوفهم من كثرتها ، ثم تلقى هكذا في العراء بدون الاستفادة منها هم دجالون فحين يقومون بقتل الحيوانات بدون مبرر يأتون بمليون عذر ليبرئوا أنفسهم ولكن حين يطبق المسلمون شريعة الله يتهمونهم بأنهم قساة همجيون وحشيون في ذبح الأضحية التي هي من صميم دينهم وما هو إلا حسداً من عند أنفسهم وليس رحمةً للحيوان كما يدعون ويفترون والله إن هذا العالم لعجيب سبحان الله هم يقتلون البشر ويكادون يفنون الإنسانية بدون مبرر سوى الجشع والتسلط على رقاب الضعفاء فكم عانت أوروبا نفسها منهم وكأننا لا نعلم تاريخهم الأسود كقلوبهم الحاقدة ونسأل هولاء الذين يدعون الرحمة ويبكون على الحيوان أنه يُذبح بوحشية من قبل المسلمين ماذا فعلت أوروبا في العصور الوسطى هناك في الأندلس وماذا فعلت محاكم التفتيش الرهيبة إبان تسلط الكنيسة هناك وكيف عانى المسلمون في سراديب محاكم التفتيش حتى قتل مليونان من البشر ثم هاهم الآن يظهرون الحضارة والتحضر ويرمون غيرهم بالتخلف والرجعية والهمجية والوحشية بسبب ذبح الحيوان لإطعام الفقراء حقاً لقد صدق فيهم المثل :- (رمتني بدائها وانسلت) ولا نستغرب إفترائهم فقد سبق أن قالوا .. كما قال أحمد شوقي عنهم :-
قالوا غزوت ورسل الله ما بعثوا
لقتل نفس ولا جاءوا لسفك دم
********
كذب وتضليل احلام وسفسطة
فتحت بالسيف بعد الفتح بالقلم
وقال أيضاً :
مُسَيطِرُ الفُرسِ يَبغى فى رَعِيَّتِهِ
وَقَيصَرُ الرومِ مِن كِبرٍ أَصَمُّ عَمِ
*******
يُعَذِّبانِ عِبادَ اللَهِ فى شُبَهٍ
وَيَذبَحانِ كَما ضَحَّيتَ بِالغَنَمِ
*******
وَالخَلقُ يَفتِكُ أَقواهُم بِأَضعَفِهِم
كَاللَيثِ بِالبَهمِ أَو كَالحوتِ بِالبَلَمِ
وللأسف أن بعضاً من قومنا يتبنون رأيهم ويسيروا في ركابهم ويلفون لفهم وينسجون على منوالهم بدون تفكير وما هم إلا إمعات لا رأي لهم أو تدبير….
فاللهم اكفنا شرورهم واكبتهم ولا ترفع لهم راية ولا تسلطهم علينا بسبب ذنوبنا.
إبراهيم يحيى أبو ليلى
مقالات سابقة للكاتب