تكسرات أنثى

مللت من أحرفي فهجرت مكتبي ورميتها خارجي فعادت إلي تعاتب وأخذت بيدي لائمة:

من ذا الذي حال بيني و بينك ؟وجعل الوداد لا يحرك شوق الفؤاد النابضي

وهل الأنامل قد خبأ نورها فنزوت تودع مجدها ؟! عودي لنا .

أحرفي:
عذرا فلستِ أنتِ سبب عزلتي و لا كنت من أساء إلى مشاعري

أحرفي :
سأبكي وأنتِ ستسمعين أنيني موجع الآهات ،سأبكي سنيني سأبكي كل الاعتذارات التي قبلتها ،سأبكي كل تلك التنازلات .

سأبكي لأني سمحت بأن يكونوا في حياتي ، وأن يخدروا إحساسي ويسلبوا إرادتي .هم من أذاقوني حسرة الصمت وأذاقوني ملح الدموع هم أسباب شلل منطقي لا أنتِ.
أحرفي:

أتعلمين أنني تلعثمت تكسرت تبعثرت
فمن يلم قواريري ؟

تكلمت بيأس وخسرت ميزان حياتي فلم يكن فيها للفرح كفة ولا للأمل طوق ينزعُ نفسي من آلامها ،حتى عانق دجى ليل دجايا ودعاني لمجلس رباني ،وغير في لحظة ميزاني فنقشع ظلام دنياي وعانقت أشرعتي بحر آمالي
خضعت جبهتي و أطلت سجدتي لرفع شكوتي

قلت :يا ربي ويا ملاذي في غربتي يا من إليك الملتجأ أنت المرتجى أكشف الهمَ و أزل الغمَ .

ثم عكفت على دثاري، فأغمضت عيني وجعلت المنام يسلب تفكيري ويرسم ابتساماتي ،وفي لحظة و انتباهتها إذ بخطايا تسير في مرج أخضر غطاؤه سحب تهطل بوابل من برد فيه سلام لا جلد وقائل ينادي :جاء الفرج .

نبهني صوت انبعث بالأسحار أن هلموا للاستغفار فالفجر قد آن تعالوا لفلاحكم و اهزموا انكساراتكم وأكتبوا عزمكم أ أشقياء أنتم أم السعداء ؟أ أنتم من تحلقون في الأرض طموحا و أملا أم أنتم من يزحف في أرض اليأس ؟ خذوا الأقلام وأكتبوا للأنام أننا الإناث قوارير من زجاج الحِلية ملك لنا وفي الخصام لا بيان لنا ،لكننا أصحاب عطاء وثوار فداء ينزف جرحنا ويبتسم ثغرنا لنا في كل أرض جهاد والحرب سجال قد خُمد البركان ولكن كن حذرا من الثوران

تجدنا لـ اللطافه عنوان نسقي العطشان و ندلُ الحيران وفي بيوتكم نحن الدفء والغطأ نحن النجباء من يشعل النار و يصنع الطعام ويزيح برفق وحنان عناء الأيام تلك هي الأنثى

يا أحرفي :
سأعكف على نفسي وأشدها بعزمي وأجبر شموخي أن يرفع رأسي وأجعل من انكساراتي طوقا لنجاتي .قد عدت يا أحرفي والعود أحمد.

اقتباس من نور :

البغوى : (أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ)
( أومن ينشأ ) قرأ حمزة والكسائي وحفص : ” ينشأ ” بضم الياء وفتح النون وتشديد الشين ، أي يربى ، وقرأ الآخرون بفتح الياء وسكون النون وتخفيف الشين ، أي ينبت ويكبر ، ( في الحلية ) في الزينة يعني النساء ، ( وهو في الخصام غير مبين ) في المخاصمة غير مبين للحجة من ضعفهن وسفههن . قال قتادة في هذه الآية : قلما تتكلم امرأة فتريد أن تتكلم بحجتها إلا تكلمت بالحجة عليها .

فاطمة بنت عبدالحميد

تعليق واحد على “تكسرات أنثى

أحمد

نوع مختلف من الكتابة الأدبية ، وابداع محدث ، له إمتاع جميل .
موفقة أ. فاطمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *