شهدنا في أيام خلت حوادث فادحة عندما يتعمد بعض السائقين قطع الإشارة ؛ بحجة إنقاذ مريض ؛ أو اللحاق قبل قفل خط الدوام ؛ أو بحجة موعد في وقت محدد ؛ ألا يعلم هذا المستهتر أو ذلك المستعجل ، أو المنشغل بالجوال أن هذه الإشارة تنظم السير ؛ حفاظاً على الأرواح من خطر التقاطعات المميتة ؟!
كثير من العلماء المعتبرين علماً وتقوى اعتبروا أن قطع الإشارة جريمة ؛ لما يترتب على ذلك من سفك دماء أرواح الأبرياء ، و التخريب والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة بإحداث تلفيات أو تشوهات ؛ لذلك فرضت إدارة المرور عقوبات مالية مغلظة لمن تجاوز السرعة المحددة أو تعمد قطع الإشارة الحمراء تصل إلى ٣٠٠٠ ريال ؛ بصرف النظر عن حدوث الأضرار من عدمها .
وهذه القوانين الصارمة كانت سبباً في بث الأمن لدى كل مرتادي الطرق السريعة ، والمنعطفات الخطيرة ؛ فقلت – بفضل الله – الحوادث وزاد الوعي لدى السائقين .
لكن في الآونة الأخيرة شهدنا أكثر من حادث عند الإشارات، وخاصة عندما تكون الإشارة حمراء ، حيث يحرم تجاوزها، والكل يقول سمعاً طاعة ؛ علماً أن هناك تنبيهات تصدر ضوئياً قبل أن تضاء الإشارة الحمراء مثل ومض الإشارة الخضراء عدة مرات ، ثم ومض اللون البرتقالي الفاصل بين لحظتي السير والوقوف .
إن حوادث الشاحنات تكررت ، وراح ضحيتها كثير من الأبرياء بنفس النمطية والطريقة؛ تأتي من خلف السيارات الواقفة عند الإشارات الحمراء ،وتسير دون توقف فتدهس كل السيارات التي أمامها دون هوادة ؛ مخلفة خسائر في الأرواح والممتلكات والبنى التحتية؛ معلقين هؤلاء السائقين ذلك الإهمال و اللامبالاة على عطل الكوابح، وتشتت انتباههم .
وآخر تلك الحوادث حادث المدينة المنورة الذي راح ضحيته سبعُ أنفسٍ بريئة.
ولتلافي ذلك النوع من الحوادث ؛ لابد من تطبيق شروط مشددة لإجازة سائقي الشاحنات وصلاحيتهم للقيادة ، بالإضافة إلى ضرورة فحص كوابح الشاحنات بصفة دورية ؛ لتكون جاهزة لعبور الطرق السريعة ، ومحققة شروط الأمن والسلامة ؛ فلا تجاوز للإشارات الحمراء ، ولاخطر قائم بعد اليوم بمشيئة الله.
مقالات سابقة للكاتب