الاصطفاف الذهني!

كُلُّ فكرةٍ قد خطرت على البال لا تزال على قيد الحياة، ومتى ما ركزت على فكرة معينة؛ فإنك تُنشّطُ تَردُّد تلك الفكرة فيك.
أي أنَّ الأمر الذي تصب اهتمامك الحالي عليه؛ سيصبح فكرة مُنشَّطة، لكن عندما تُحِيّد انتباهك عنها؛ تصبح فكرة ساكنة، أو هامدة.
والطريقة الواعية لإخماد فكرة معينة هي التفكير بأخرى.
فالوسيلة المثلى لسحب انتباهك عن فكرة ما هي توجيه الاهتمام للأخرى بشكلٍ متعمد.
وعندما تُوّلي انتباهك لفكرةٍ ما؛ فإن التردد لن يكون قوياً جداً في البداية، لكنك إذا ما دأبت التفكير، أو التكلم عنها بشكلٍ دائم؛ فإن التردد سيزيد.
فكلما أطلت التفكير؛ كلما قويت أفكارك؛ لأنه ليس من الممكن أن تولي انتباهك لشيء ما دون الاصطفاف معه إلى حد ما. إنه كلما تبصرت في فكرة ما، وعُدتَ تتأملها مراراً وتكراراً؛ قَويَ انحيازك الترددي لها.
وعندما تحقق اصطفافاً أقوى مع أي فكرة؛ عندئذٍ تبدأ بالشعور بالعواطف التي تشير إلى قربك؛ أو ابتعادك عن المصدر الداخلي.
بمعنى أنه عندما تُولي اهتماماً بأي موضوع؛ فإن قراءاتك الشعورية المنسجمة، أو غير المنسجمة مع تلك الفكرة؛ ستصبح أقوى.
فكل فكرة توليها الاهتمام سوف تكبر وتحتل جزءاً كبيراً من مزيجك الترددي – سواء أكنت تريد ذلك الشيء أو لا– فإن اهتمامك به سيجلبه إلى تجربتك الحياتية.
فعندما ترى شيئاً وترغب بتجريبه وتصب اهتمامك عليه سواءً بالقبول أو الرفض؛ فإنك سوف تضمنه في تجربتك على حدٍّ سواء.
ويمكنك الاستفادة من فكرة الاصطفاف، بأنْ تكون واعياً لاختيار أفكارك حينما تشرع في عملية الاصطفاف الذهني وذلك عبر معرفتك لما ينفعك من أفكار.

سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

تعليق واحد على “الاصطفاف الذهني!

أحمد بن مهنا

جميل فكرك أ. سليمان
ولعله من فطرة الإنسان وتكوينه أنه إذا كرر النظر أو ردد كلاما أو كتابة شيء ما حتى لو مذاقا ما -ولو كان مرا – ألفه واستمرأه حتى إذا عجبه اتجه إليه بعواطفه وما أقوى العاطفة !
تجير العقل لصالحها فتجتمع القوتان ! وهنيئا لمن تنبه لذلك ووجه البدايات وابتعد عن توليد الأفكار المتوالية التي تقتل بعضها بعضا ..
(من جمال فكرك أنه يثير الفكر في صفه ، فتصطف به أفكار من يقرأ لك )
تقديري لكم – قد استمتعت بالقراءة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *