ابنتي تهددني بالهروب من المنزل .. ماذا أفعل؟

الدكتور صلاح حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أكتب أليك والألم يعتصر قلبي والهم يغشاني والدنيا ضاقت بي مما أعاني من تمرد ابنتي اليتيمة ذات الـ ٢٢ عاماً التي لا تصغي لنصائحي ولا تسمع كلامي.

تريد أن تدخل وتخرج وتذهب وترجع في أي وقت ومع من تصاحب من صديقاتها اللواتي لا أعرفهن وإذا ما سألتها أو نصحتها أو عاتبتها رفعت صوتها علي وهددتني بترك البيت.

لقد كانت هادئة مطيعة حتى تخرجت من الثانوية وانتقلنا إلى مدينة جدة لتلتحق بالجامعة ، تغيرت أحوالها وتمردت وساءت معاملتها لي وتخففت من حجابها وأنا من خوفي أن تهرب من البيت لزمت الصمت على هذا الحال لحد الآن لمدة سنتين وأخشى أن تسوء أحوالها.

ورغم أنني معلمة وتربوية سابقة إلا أنني وقفت حائرة أمام حالة ابنتي.

أرشدني كيف أتعامل معها وأعيدها إلى سابق عهدها.

أختك: س ص

إجابة مختصرة كتوجيهات عامة حول هذه المشكلة في كيفية التعامل مع المراهقة ولديها بعض المخالفات السلوكية :

١- الاستعانة بالله تعالى ، والدعاء الصادق لها ( اللهم أصلح قلبها وعملها.

٢- أن تكوني قدوة صالحة فصلاحك وتقواك يحفظ الذرية بإذن الله ( وكان أبوهما صالحا) الكهف .

٣- تكون العلاقة معها علاقة صداقة لاعلاقة أم تأمر وتنهى بغلظة وتعير وتتهم وتنظر دائما للسلبيات.

٤- الابتسامة الدائمة في التعامل والأخذ بالاحضان حال الفرح والعمل الجيد أو أي عمل خير .

٥- الحوار الهادف البناء ، على أن تُعطى الفرصة في التعبير والحديث وإن كان الفكر والكلام فيه مخالفة اتركيها تعبر عن نفسها وفكرها وأمنياتها وأحلامها وإن كانت لا تطابق الواقع ( أحلام يقظة ومراهقة ).

٦- الإنصات والاستماع لما تقول والانتباه لها وتفاعل لغة الجسد معها وإيماء الرأس بالإشعار أنك معها ومنتبهة لها حتى تقول كل ما تريد.

٧- يأتي دور الإصلاح في الحوار ، وذلك بوضع مرجعية لكم حال الخلاف واجعليها هي تقترح وحاولي أن تصلي معها إلى أن المرجعية هي ديننا وعقيدتنا الكتاب والسنة .. قد ترفض فـ قولي لها ماذا تريدين المرجعية يمكن تقول لك العقل ، نعم العقل السليم والفكر الصائب لا يخالف الفطرة والشرع ، والمرجع للكتاب والسنة. 

٨- التوعية المبكرة وذلك بتعزيز القيم السليمة والتحذير من المخالفات لكن يشترط أن تكون بشكل عام .

٩- ابتعدي عن النقد المباشر والنصيحة أمام الآخرين أو العائلة ، ويمكن أن تكون فردية بينك وبينها ولا أحد يعرف بالمخالفة .

١٠ – احذري من الجرح والسخرية والتهكم والكلام الجارح من سب وشتم واتهام بالإنحراف أو اتباع الموضة أو الاتهام بالردة أو مخالفة الشرع ، إنما يقال من وقع في ذلك قد يصل للإنحراف .

١١-اعملي على استرجاع صديقاتها البنات القدامى في الثانوية وارتبطي بأمهاتهم واجعليهن يجددن الصداقة فهن خير معينات وخير صديقات إن كن صالحات .

١٢- لا تتكلمي في صديقاتها ولا تتهمينهن بشئ وإن كانوا واقعات في مخالفة لأنها تراهن قدوات ويزعجها إتهامهن ولك أن تمثلي فيمن وقع في ذلك بشكل غير مباشر.

١٣ – لا مساومة في التنازل عن المبادئ أو انتهاك حدود الله أو المنكرات والمعاصي فهذا ديننا ولا بد أن نكون واقفين عند حدوده.
وعدم التنازل أو السكوت مهما كان ، وإذا تم الحوار فأثبتي لها أن الدين يأمرنا بذلك في الحديث ( من رأى منكم منكرا فاليغيره بيده ؛ فإن لم يستطع فبلسانه ………….) ومن الآيات إن أمكن .

١٤- اعقدي جلسات إيمانية وترفيهية معها ( اعزميها ، اعزمي صديقاتها ،قدمي لها حفلة أو هدية ، ضعي على سريرها مفاجأة ، واكتب ( أحبك يا فلانه ) وستجدين لها الأثر البالغ بإذن الله .

١٥- علقي قلبها بالله وعظمته في إشارة إلى نعمه وآياته والشكر عليها وزيادة العبادة والإيمان والمحافظة على الصلاة وتلاوة القرآن والمحافظة على أذكار الصباح والمساء.

١٦- جلسة خاصة فيها الود والحب مع أقرب الناس لك ولها ، عم ، خال من العقلاء غير المتهورين ودراسة أحوالها ، وإشعارها بالخطر الذي يهددها والوصول إلى اتفاق في طرق ووسائل التعامل معها.

١٧- قلت أنها يتيمة فقد تكون فاقدة حنان أب أو شخصية رجل يعطيها الحب والحنان والعطف ، فإن تيسر لها الزوج الصالح فلا تترددي وبادري ، وإلا ايعاز عم لها أو خال يعوضها ذلك النقص ( بالمدح والثناء والعطف والاهتمام). 

 

فآمل اتباع هذه الخطوات الإرشادية وتجربتها ، فإن أثمرت في السلوك وإلا لابد من الجلسات الإرشادية لدراسة كل الجوانب حول المشكلة.

أسأل الله لك الصلاح في العمر والذرية والثبات لك وبنتك وأولادك وأسرتك جميعاً على دينه وسنة نبيه .
والحمد لله رب العالمين

 

د.صلاح محمد الشيخ
مستشار بمركز شدن للاستشارات التربوية والأسرية

6 تعليق على “ابنتي تهددني بالهروب من المنزل .. ماذا أفعل؟

ام جواد

الله يصلحها لك ويرزقك برها وصلاحها يارب ادعي واتصدقي واحتويها كأم وكصديقه اكيد هي فاقده حنان واحتواء

نفاع بن مهنا بن ماضي الصحفي

وفقك الله يا شيخ صلاح و كتب أجرك أضعافاً مضاعفة

أبوعابد

جزاك الله خير يا شيخ صلاح
والله البنات صار فيهم انفلات وجرأة أكثر من الأولاد
صار ما أحد يقدر يسيطر عليهم لا أب ولا أم
الله يصلح الأحوال

عوض

يشكر الشيخ صلاح فقد اخلص النصح ووضع الحلول الهامة المعينة على تدارك الوضع ..جزيت خيرا ا.الشيخ صلاح ..اصلح الله بك احوال المجتمع ..كنت رائعا في ماحوت رسالتك ..المميزة للام..

مصطفى

المشكلة ليست عند البنت، إنما المشكلة هي عند الأم. أللهم أصلح الأم ومن ثم أصلح البنت. أعان الله بناتنا وشبابنا على تربية اهلهم التي لا تنص للدين بشيء وإنما ينصاعون للعادات والتقاليد. فالدين يؤمرنا بتربية صالحة للأبناء وليس السيطرة و”الحكم الدكتاتوري”. اولادنا ليسوا سلعة وايسوا جماد، اولادنا اصحاب شخصيات ولهم خصوصياتهم وكبريائهم. إتقوا الله في أبنائكم

سعدى

إذا كبر إبنك خاويه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *