الله أكبر

الله أكبر من أن تصفه العبارات، الله أكبر من كل الكواكب والمجرات، الله أكبر من سبع أراضين و أكبر أيضا من سبع السماوات.

يستيقظ الإنسان من موتته الصغرى فينسى أن روحه التي عادت للحياة من جديد من أعظم نعم الله عليه فلو شاء لقبضها وهي  نائمه، ويفتح عينيه وينسى أنها من نعم الله عليه فلو شاء لسلب منه بصره، ويحرك أطرافه لينهض من فراشه و يخطو خطواته برجله و يأكل إفطاره ويذهب إلى عمله وووو…..

(وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لَا تُحْصُوهَآ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) النحل : ١٨ 

قرأت ذات يوم نصا في كتاب (فإني قريب) للمستشارة الدكتورة منى أبو عسلي تقول فيه : “{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} . 

نقرأها مع كل صلاة في كل ركعة، وربما نرددها عند حدوث نعمة ونغفل عنها عند زوالها، أصبحنا نرددها بشكل آلي لأننا ربما حفظناها دون كل الآيات ، أو لربما لم نجد من يجلس معنا منذ الصغر ويشرح لنا لماذا نقولها، وكيف نقولها، ومتى نقولها!

وعلى ماذا يجب أن نحمد الله ونشكره ؟

وقد نقرأها على عجل فهناك عمل ينتظر أو صفقة أو لقاء أو قد يكون هناك مسلسل أحداثه شائقة ماتعة، وقد يفوتك أحد أحداثه المهمه فيصرفك التفكير به عن التفكر في معناها.”

كلمات قرأتها و اصابتني بالذهول جعلتني أتمتم بالحمد لله رب العالمين مرة تلو الأخرى بتأني على أن أصل إلى نهاية ولن أصل.

عندما سأل الله -تبارك وتعالى- سيدنا موسى عليه السلام سبب استعجاله عن قومه كان رده صريحا ، (قَالَ هُمْ أُوْلَآءِ عَلَىٰٓ أَثَرِى وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ) ، طه : ٨٤ .

عجل إليه ليرضى عنه سبحانه بمسارعته إليه ، ونحن نعجل عنه بمسارعتنا إلى ملذات الحياة ولهوها.

هل تفكرت أيضا بمعنى ( الله أكبر )؟

دوامة مصائبك التي لا نهاية لها، أبناءك الذين عجزت عن تربيتهم، عملك الذي لا يخلو من الضغوطات، حياتك الأسرية وظروفك المادية الصعبة، هل فكرت يوما أن تتوقف عن التفكير وتوكلها لمن هو أكبر منك ومنها لترى ما يصنع بها؟ وكيف أنه -سبحانه- قادر على أن ينسفها في لحظة ويبدلك بكل ما هو خير منها.

الله أكبر من هذه الأسطر التي كتبتها للبيان عن اللا شيء في حقه -عز وجل-، الله أكبر وعندها كل شيء في الكون يصغر .

لم يخلقك الله -سبحانه- لتنشغل نفسك بالبحث عن حلول قد تفنى ولا تجد لها ، أثرا ، لم يخلقك لتنزعج من ضوضاء الحياة فتبحث

عن مهرب فلا تجد له أثرا ، لم يخلقك للتكبر وتنسى أنه أكبر .

هو الأمان فلتذهب إليه، هو المعين فلتذهب إليه، هو السميع القريب المجيب فلتذهب إليه، هو الله هو أكبر فلتذهب إليه، الذي وهبك كل ما أنت عليه لم يهبك ذلك إلا لتلجأ إليه.

آمنة عبدالله الشحي

 

مقالات سابقة للكاتب

3 تعليق على “الله أكبر

فاطمة

رائع جدا

عبدالله الحسن

ما شاء الله تبارك الرحمن
كك نحن بحاجة لمثل هذه الكلمات تقربنا من ربنا بعد ان أنفسنا في ملذات الدنيا الفانية.
الحم
لله على كل نعمه والله أكبر من شيئ

عبدالحليم ابوعيشة

يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك 🌹

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *