أحدث الذكاء الاصطناعي في الحرمين الشريفين نقلة نوعية بمستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وتوفير بيئة تعبدية صحية آمنة، تستوفي كل معايير التميز الخدمي، حيث فعّلت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين 6 لغات للروبوتات التوجيهية، بالإضافة إلى لغة الإشارة، وربطت جميع الروبوتات بخاصية تعمل على إرسال رسائل S.M.S مع الصور لرقم هاتف يتم ربطه بالروبوت، لرفع التقارير الدورية، ومتابعة الأعمال المتميزة التي يقوم بها الروبوت.
ويتصدر الذكاء الاصطناعي قائمة الخطط الإستراتيجية المستقبلية 2024، التي أطلقتها الرئاسة، وفق خطط منهجية ومدروسة، مستمدة من أحدث الدراسات والمواصفات الخدمية العالمية.
توظيف الذكاء الاصطناعي
أكد الرئيس العام لشؤون الحرمين، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، وفقاً لـ«الوطن» أنه «تم توظيف الذكاء الاصطناعي والتحول الإلكتروني الرقمي في وقت وجيز، لخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وفق رؤية الرئاسة التطويرية 2024، المنبثقة من «رؤية المملكة 2030»، حيث استطاعت الرئاسة، بفضل الله وتوفيقه، ثم دعم القيادة الرشيدة، تنفيذ ذلك، وتقديم خدمات متطورة متنوعة، تحقق الطموحات».
وأشار إلى أن «الرئاسة عملت على تطبيق أعلى معايير السلامة لقاصدي بيت الله الحرام، ومسجد رسوله، صلى الله عليه وسلم، وفق الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية والاشتراطات الصحية الموصى بها من الجهات المختصة، للحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن».
ورفع «السديس» شكره لولاة الأمر على دعمهم وعنايتهم بالحرمين الشريفين وقاصديهما، وتهيئة أفضل الظروف لضيوف الرحمن، وأن يجزي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين خير الجزاء.
خدمات ذكية
استثمرت الرئاسة، خلال الظروف الاستثنائية للجائحة العالمية، في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وسخرتها لتجويد منظومة خدمات قاصدي الحرمين الشريفين وتطويرها، لتكون ذكية وموائمة لتطلعات القاصدين حين وفودهم لأداء النسك والعبادات بالحرمين الشريفين.
تعمل كل الروبوتات، التي استحدثتها الرئاسة، بنظام تحكم آلي مبرمج على خريطة مسبقة، وعلى 6 مستويات، مما يحسن سلامة الجو الصحي البيئي، ويحلل متطلبات التنظيف والتعقيم والتطهير بذكاء، وفقا لسيناريوهات الاستخدام، ومسار التعقيم، والمدة المخططة بشكل مستقل، لتغطية كاملة للفضاء البيئي، وضمان تغطية مساحات أوسع وأكبر لمساحات المسجد الحرام.
براءة الاختراع
حصلت الروبوتات على براءة اختراع «SLAM» مع وحدة الانحلال عالية الأداء، وخاصية الإنذار المبكر مع البث الصوتي في الوقت المطلوب، وتمتلك خاصية الشحن بالبطارية السريع والموفر للطاقة. كما يعمل الروبوت الواحد من 5 إلى 8 ساعات دون تدخل بشري، مما يجعل الأشخاص يشعرون بسهولة التعامل معه. كما يسع الجهاز 23.8 لترا، يستهلك منها لترين كل ساعة، للقضاء على البكتيريا في مساحة 600 متر مربع كل مرة.
منظومة التعقيم
لتكون منظومة التعقيم في المسجد الحرام متكاملة وآمنة لقاصديه، وفرت الرئاسة 11 روبوتا تعمل بخاصية الذكاء الاصطناعي، و20 جهاز «بايوكير»، للتعقيم باستخدام البخار الجاف، و20 جهازا للتعقيم باستخدام خاصية «الضباب البارد»، تتضافر جهودها جميعا للحد من انتشار العدوى، وتعقيم الهواء والأسطح بسرعة عالية.
وتبقى جزيئات التعقيم تقريبا ساعتين في الهواء، ويصل حجم الجزيئات 1.2 مايكرون، مما يساعدها في البقاء بالهواء فترة أطول. كما يستخدم الجهاز البخار الجاف، حتى لا يبقى أثر في الأرضيات، ويعيق المصلين والمعتمرين. بينما زود الجهاز بعجلات تنقل بدوران «360» درجة، ويمكن تركيبه في جميع المواقع، وذلك حسب ما تتطلبه الحاجة.
وتنشر الروبوتات مادة «الهايبو كلوريد» (BC65)، التي تمتاز بأنها صديقة للبيئة، وغير ضارة، وغير قابلة للتآكل، وغير مهيجة للعين والجلد، ولا تؤثر على المستخدم، وبدون رائحة عطرية.
التعقيم الجوي
يعبأ جهاز الـ«بايوكير» بما يقرب من 3 إلى 4 لترات من المادة المعقمة، ويدفعه مسؤول التعقيم ويوجهه إلى المكان المراد عبر نظام التعقيم الجوي، ويغطي ما يزيد على 8 أمتار مربعة، ويستغرق من ساعتين إلى 4 ساعات عمل.
وتعد روبوتات التعقيم في المسجد الحرام من أحدث الأجهزة التي تعمل بكفاءة وأمان، ومواد ذات تكنولوجيا متطورة، بما يتواءم مع «رؤية المملكة 2030» في العمل على استخدام التكنولوجيا الحديثة في بيت الله الحرام.
روبوتات زمزم
ضمن مبادرة الرئاسة في الحفاظ على عدم انتقال العدوى بين الزوار والمعتمرين، وإيصال ماء زمزم لهم في أي مكان داخل المسجد الحرام، وبأقل عدد من التدخل البشري، وعلى مدى 24 ساعة، كانت مبادرة توزيع ماء زمزم من خلال الروبوتات، التي تحتوي على رادارات عالية الدقة والوضوح، تسمح برسم خرائط محيطية للمكان، لإتاحة التعرف على مواقع الزوار، وتجنب الاصطدام بهم، إذ يحتوي الروبوت على 4 عجلات مزودة بنظام إيقاف ذكي، وتسمح بتحريكه بشكل سلس ومرن.
ومن مميزات الجهاز: زاوية الكشف الأمامية التي تصل إلى 192.64 درجة، ويتجاوز مدى كشف العوائق الأمامية 10 أمتار. كما يحمل الجهاز كاميرا تحتوي على رادار عالي الجودة، لرسم الخرائط، وحصل على شهادات عالمية، ومنها شهادة اعتماد الجودة الأوروبية (CE).
الروبوت الذكي
يحوي الروبوت التوجيهي الذكي شاشة 21 بوصة، تعمل باللمس، وتوفر عددا من الخدمات التي تهم قاصدي المسجد الحرام، من توجيه وإرشاد وإبداء رأي، ومزود بنظام إيقاف ذكي، وتسمح عجلاته بتحريكه بشكل سلس، ونظام كاميرات أمامية وسفلية، عالية الدقة والوضوح في نقل الصورة، تسمح بالتقاط تصوير محيطي. ويتميز الجهاز بمقدرته على توجيه الحجاج لكيفية أداء المناسك، والإفتاء، وإتاحة التواصل مع المشايخ عن بُعد، وإمكانية وضع عدد من التوجيهات التعريفية بأكثر من لغة، ونظام تحكم آلي بالروبوت عن بُعد. كما يدعم الروبوت التوجيهي 11 لغة (العربية – الإنجليزية – الفرنسية – الروسية – الفارسية – التركية – الملاوية – الأوردية – الصينية – البنغالية – الهوساوية).
روبوت التطهير
سبق أن تم تدشين «روبوت التطهير الذكي» في المسجد الحرام، الذي يعمل 4 ساعات، بسعة تتجاوز 68 لترا للماء، ويغطي أكثر من ألف متر مربع لكل ساعة عمل.
ويقوم الروبوت بعمليات غسل وتطهير الأرضيات بجودة عالية، ولـ4 ساعات دون أي تدخل بشري. كما يستعين في أداء مهامه بكاميرات وحساسات أرضية وعلوية، وأحزمة أمان، وخاصية قراءة الأجسام الصغيرة والكبيرة، لمنع الاصطدام بالأشخاص أو العوائق الأرضية.
يزن الروبوت الذكي 300 كلج مع خزان بسعة 68.14 لترا للماء النظيف، و68.14 لترا للماء من الأرضيات. كما يبلغ عرض عملية النظافة الواحدة «51CM»، وعرض مساحة يبلغ «68CM»، ويغطي 2045.26 مترا مربعا لكل ساعة عمل، وأبعاد 120.65CMx73.66cmx114.3cm، وسرعة تتراوح ما بين 0 و5 كيلو بالساعة.
ويتميز الروبوت بالهدوء، وعدم إصدار أي ضجيج، وجُهز بخواص تضمن حمايته من الأجسام الصلبة والغبار ورذاذ الماء في جميع الاتجاهات (IPX4). كما يدعم إمكانية التحكم بالماء من 0.27 لترا لكل دقيقة إلى 1.44 لتر لكل دقيقة، وقدرة سحب للماء من الأرض 32.56 لترا لكل ثانية.
مزايا روبوت الحرم
ـ الشحن السريع والموفر للطاقة
ـ مجهز بـ8 كاميرات تعمل كحساسات، قُسمت وفق التالي:
1- حساسات ليدر بزاوية 190، تمتد لـ25 مترا.
2- حساسات «3 د»، لقراءة المنطقة المحيطة بثلاثة اتجاهات على شكل مستطيل.
3- حساسات «2 د»، لقراءة المنطقة المحيطة باتجاهين.