من أنت أيها الإنسان؟

 

فلنقف لحظة في تجلي للخالق البارئ المصور نقف لحظة نتأمل في خلق الإنسان أو في جزء من تكوين جسم الإنسان وكل كائن حي وقبل ان نبدأ في هذا التأمل نقرأ قول الله تعالى في محكم التنزيل :-

(وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) نقف في أدب مع الخالق وتكوين الحمض النووي أو (الدي إن اي) (D N A) مما يتكون هذا الشيء العجيب الذي يشكل شخصية كل إنسان على ظهر الأرض افتحوا اعينكم وآذانكم وقلوبكم بل وكل جارحة من جوارحكم لأنكم ستصدمون من هذه المعلومات ، ذكر الدكتور صبري الدمرداش في إحدى البرامج ذكر شيء مهول يتوقف عنده عقل الانسان يشعر بقشعريرة تسري في جسده وبدون شعور يجد دموعه تنهمر من عينيه اسمعوا بربكم ماذا قال الدكتور الدمرداش عن ال D N A هي عبارة عن حلقات متصله مع بعضها البعض ومكونة بذلك ضفيرة كضفيرة المرأة وملفوفة على بعضها بطريقة محكمة وعجيبة ومدفونه في نواة الخلية التي قطرها جزء من مائة جزء من الملليمتر ، عليك أيها الإنسان أن تتصور أن جسم مدفون في جسم قطره جزء من مائة جزء من الملليمتر انه تصور صادم وبعد ذلك كم تتوقع يا إنسان طول هذه السلسة أو الضفيرة المكونة من حلقات ال D N A تصور إن طول هذه الضفيرة متران ٢م وهي مدفونة في نواة الخلية التي قطرها جزء من مائة جزء من الملليمتر وهذا الشيء العجيب موجود في كل خلية من خلايا الجسم والإنسان يوجد في جسمه عدد مائة ترليون خلية اي الرقم ١ وعلى يمينه 20 صفر تأمل دعونا نسير خطوة بخطوة مع هذا الأمر العجيب وكل خليه من المائة ترليون خليه يوجد فيها ال D N A ولو أننا وصّلنا هذه الضفائر مع بعضها والتي يبلغ طولها مترين ٢م لحصلنا على شريط هائل من الطول يقدر بأكبر من بعد الارض عن الشمس ١٣٣٣مرة وبعد الأرض عن الشمس في المتوسط يقدر بعد الأرض عن الشمس حوالي 150 مليون كيلومتر أي وحدة فلكية واحدة) وعليك أيها الإنسان أن تضرب هذا العدد في ١٣٣٣ مرة هذه هي مجموعة ضفائر او سلسة ال D N A الموجودة في جسد كل إنسان منا نحن البشر وطريقة اخرى مبسطة للقارئ حتى تصل المعلومة فلنفرض ان D N A عبارة عن مكتبة فيها ١٠٠٠ مجلد وكل مجلد فيه ١٠٠٠ صفحة وكل صفحة فيها ٣٠٠٠ حرف فيكون الناتج مليون حرف في كل مجلد في ١٠٠٠ مجلد فيكون الناتج ان D N A فيه ٣ مليار حرف في نواة داخل خلية قطرها جزء من مائة جزء من الملليمتر وهذا هو الذي يكون جسد الانسان من لون العينين ولون البشرة وطول الشخص وعرضه وكل تكوينه الفيسلوجي ثم ياتي جاهل ويقول هذا الاسود لما خلقه الله اسود وهذا الأبيض لم خلق أبيض ويتجاهلون هذه الارقام المذهلة لذلك يقول الله تعالى : (قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنشَرَهُ (22) كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ) (23)}.

فالجهل هو آفة المجتمعات والأمم الجهل يؤدي إلى الكفر وإلى الزندقة والتطاول على الخالق سبحانه وتعالى واحتقار ما خلق سبحانه…

وهناك حقيقة أخرى فمجموع أوردة الإنسان وشرايينه لو أننا وصّلناها ببعضها لبلغت ١٠٠٠٠٠ مائة الف كليو متر اي أنها تلف الكرك الأرضية مرتين ونصف اسمع أيها الإنسان الجاحد الذي تشكك في خالقك وتتفاخر بجمالك وأن غيرك دونك وتتفاخر بحسبك ونسبك وأن غيرك لا يساوي شيئاً اسمع أيها الجاهل جهلاً مطبقاً يامن أخذك الغرور والتباهي بما ليس لك انت واحد ممن خلق الله كما خلق سواك ولا تزيد عنه ولا تنقص إلا بتقواك وقربك من ربك وخالقك وبدون ذلك انت عبارة عن كتلة من اللحم والعظم والأعصاب والشرايين هذا ما انت عليه فارجع لربك ومرغ جبينك سجودا لمن اعطاك هذه المميزات فالاستعلاء منقصة ومهلكة في آن واحد .

وهذه الحقائق هي التي جعلت الذين يبحثون عن الحق والحقيقة يتخلون عن نظرية دارون تلك النظرية المقيتة الفجة التي كما وصفها احدهم ان فيها من الثقوب ما تتسع لدخول شاحنات وما زال بعض جهالنا وامعاتنا يتمسكون بها وهي مجرد نظرية كباقي النظريات وقد فندها العلم الحقيقي في المختبرات فجعلها ساقطة وواهية لا تقوم امام العلم الحقيقي فالعلم في تقدم والتكنولوجيا في تطور والمختبرات في تقدم لذلك فإن العلماء الثلاثة الذين اكتشفوا الحمض النووي D N A سنة ١٩٦٢م وهم جمس واطسون وفرانس اسكريك و موريس ولكنس واعطوا لذلك جائزة نوبل والله انهم يستحقونها وبكل جدارة ولم يعطوا مع ذلك حقهم.

لذلك نشجع على العلم فعبادة الله بعلم خير من عبادته بجهل فقد قال الله تعالى (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (53) وهذه المعلومات جزد من علم الإنسان فقط فكيف علم الانسان الفسيلوجيا كاملاً فما بالكم عن الفضاء وما فيها من آيات وعبر وعن الأرض والبحار والنباتات علم الأحياء علم الكيمياء الفيزياء علم البيولوجيا وشتى العلوم وقد ظهر اناس يعيبون هذه العلوم على أنها علوم دنيوية وهذا قمة الجهل والجهالة بهذه العلوم دخل كثير من العلماء الغربيين والشرقيين الإسلام دين التوحيد ورفضوا وبإقتناع التثليث لانهم تبينوا ان الكون يبين وحدانية الخالق كما قال الله تعالى ( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) (22) .

نعم هذا زمن العلم والاكتشافات التي ترسخ الإيمان بالله وليس العكس فالذي يجحد الخالق بعد العلم هذا لم يأخذ العلم الحقيقي بل لم يريد بعلمه هداية الله له الى الطريق القويم فالعلم الحقيقي يدعو الى الإيمان ما في ذلك شك ولا ريب وبدون ذلك كله هراء وخداع إبليس نعوذ بالله من الخذلان.

إبراهيم يحيى أبو ليلى

مقالات سابقة للكاتب

تعليق واحد على “من أنت أيها الإنسان؟

زكية الهوساوي

آيات الله تدعونا إلى التبصر والتأمل في أنفسنا وفي
آيات الله وألائه في هذا الكون لما في ذالك من
إستكشاف أسرار صنع الله مما يزيد من إرتباط الإنسان
بربه ويقوي إيمانه به
( إنما يخشى الله من عباده العلماء)
ومن لم تستوقفه رحلته التأملية في أسرار خلق الله
ويطرح على نفسه هذا السؤال
(أله مع الله)
فاليراجع نفسه فألاء الله غير قابلة للتكذيب أو التشكيك
(فبأي ألاء ربكما تكذبان )
(فارجع البصرة هل ترى من فطور ثم ارجع البصرة
كرتين ينقلب إليك البصر خاسئًا وهو حسير ).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *