تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ أحمد بن طالب في خطبة الجمعة اليوم عن الفواحش، موصيًا المسلمين بتقوى الله عزوجل.
وقال: الله كرمكم بالنسبة للآدمية وفطركم على الحنيفية وأنزل عليكم لباس وقاية الأجساد ولباس الهدى والتقى والرشاد وذكركم فتنة الشيطان للأبوين ليظهر لكم عداوته وخبث طويته وما تورثه طاعته من الذلة والهوان وليجلي مراده من الخليقة من ظهور السوءات وكشف العورات حتى تألفها الطباع، فلا يقنع أهلها بفعلها فحسب بل يدعون إليها ويكذبون على الله في تزيينها قال الله تعالى (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ).
وأضاف: ما زال الشيطان مع كل أمة ونبيها يحتنك منهم كالبهائم نصيبه ويبث من عرشه جنوده ويجتال الخلق عن خالقهم ويغريهم بالكفر بسبيل الملك والجاه والمال والعدد والعدة والعتاد، فاستكبروا في الأرض وماكانوا سابقين قال تعالى (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ? فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا? وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)، وأنه ليعظم الذنب ويقبح إذا ضعفت دواعيه، كحال الملك الكذاب والشيخ الزاني والفقير المستكبر ، فكلهم لا يكلمهم الله يوم القيامة ولاي زكيهم ولهم عذاب أليم.
وأكمل “بن طالب” الخطبة قائلاً: إن الله استودعكم حواسكم واستأمنكم على أسماعكم وأبصاركم وما ينفعل لها منكم وأودع صدوركم قلوباً هي محل نظر ربكم فيكم، وإنما ينقش في قلبك ما ترى وما تسمع بل وما تذوق وما تمس فانظر أي قلب تستقبل به نظر ربك واحتكم إلى ما يسبق إليه عفو خاطرك وتبادر إليه غفلة جوارحك ويدندن به سهو لسانك فإنه حشو قلبك ومرآة باطنك.
وأضاف: ولا نعلم في كتاب الله وخبر الأولين عقوبة كانت أشد ولا أشنع من عقوبة قوم لوط مع ما وصفوا به من الإجرام والفسق والفحش والإفساد، قال تعالى (وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ? قَالَ يَا قَوْمِ هَ?ؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ? فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي? أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ) .
واختتم الخطبة بالتأكيد على أنه لا أكرم على الله من أهل الإيمان ولا أكرم منهم عليه وأقرب إليه من أنبيائه ورسله فسلم ذواتهم فكملها وأسماءهم فجملها وجعل سبحانه السلام عليهم لهم شعاراً بين تسبيحه وتحميده، قال تعالى (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).