وقال: الله ضرب المثل الأفضل الأكمل الأدلّ للكلمة الطيبة “لا إله إلا الله” الطيبة بمدلولها وموضوعها، والمُخبر بها عنه، وهو الله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، السُّبُّوح الملك القدوس له الأسماء الحسنى والمثلُ الأعلى، وهي طيبة بذاتها، مطيّبة للقلب الذي اعتقدها، ومطهّرة له من نجس الشرك والكفر والشكّ والنفاق وسيئ الأخلاق، فلا أطيب منها ولا أطهر، ولا أقوى منها ولا أظهر، ولا أكمل منها ولا أفضل، ولا أقدس منها ولا أنفس، فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك، فلا يتناهى معناها ولا يحاط بعلمها، فهي الكلمة الطيبة العليا الباقية، وكلمة التقوى والإخلاص، فلا أشرف منها ولا أعزّ، وهي كلمة كريمة على الله عزّ وجلّ، تدخل الصادق الجنة، وتحقن دم الكاذب في الدنيا، ولا تقومها السماوات ولا الأرضون، ضربها الله مثلاً كالنخلة الثابتة الأصول، الباسقة الفروع، فلا إله إلا الله ثابتة في قلب المؤمن، وفروعها من الكلم الطيب والعمل الصالح صاعدة إلى السماء، كالنخلة دائمة النفع، متواصلة الخير والبر، بسراً ورطباً وتمراً، فلا إله إلا الله لا ينقطع خيرها، ولا يفنى برّها، ليلاً ونهاراً، غدوة وعشية، كلاماً طيباً وأعمالاً صالحةً تُرفع لرب العالمين.