إقتراحات مجنونة

عجبت لهذا المخلوق الغريب الإنسان لا يفتأ يعبث في هذا الكون حتى ينتهي بكارثة لا يستطيع لها رداً ، وكما نقول دائما إن هذا الكون يسير وفق خطة محكمة وضعها الله جل جلاله وهي خطة من الدقة والنظام ما تحير عقل الإنسان وكيف لا والله الذي خلق فأبدع ما خلق عالم بما يصلح حياة المخلوقات ويسيّر حياتها بدقة منتناهي ولكن الناس أو البعض منهم يحاول بكل ما أوتي من قوة أن يفسد هذا النظام ، وكما قال الله سبحانه وتعالي في محكم التنزيل (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) فكم رأينا من البشر من يثير الحروب ويخترع لأجل ذلك اسلحة تدمر مدناً بأكملها لا لشيء سوى محاولة منه إشباع نهمه وغروره وطغيانه وأكبر دليل على ذلك صناعة القنابل الذرية والنووية والهيدروحينية والانشطارية وما الى ذلك من دمار شامل.

واخيرا وليس آخرا ما إقترحه البروفيسور الكسندر إيبيان بروفيسور الرياضيات بجامعة آيوا وغيره (يقول علينا أن نفجّر القمر بقنبلة نووية ويضيف نحن لا نحتاج إلى القمر وأيضا يقول إذا فجّرنا القمر ستنتهي مشاكل المناخ التي يتحدث العالم أجمع عنها وبكل بساطة يقول نحدث حفرة كبيرة في القمر ونزرع فيها متفجرات نووية) ويقول من يتفق معه في هذا الرأي كمجلة People Magazine التي اعادت نشر هذا الإقتراح الذي قاله البعض عام ١٩٩١م والذين يوافقون رأي الكسندر إيبيان هذا يقولون اذا فجرنا القمر فلن يكون هناك اعاصير وفيضانات وحرائق غابات بعد ذلك لكن وكالة الفضاء الامريكية (ناسا) ردت على من يرى أن هذا حلاً بإنه سينتهي بكارثة ربما يكون فيها فناء البشرية حيث ستتطاير الشظايا من القمر إلى الأرض محدثة نيازيك فمثلا نيزك واحد كالذي ضرب مدينة تشيليابينسك الروسية عام ٢٠١٣م حيث ولّد فراغاً هوائياً هائلا يعادل ٥٠٠ كيلو طن من TNT اي ما يعادل ٣٠ ضعفاً من قنبلتي هيورشيما وناجزاكي التي القتها امريكا على اليابان إبان الحرب العالمية الثانية وأيضاً فالنفرض أننا نجونا من تلك الشظايا ولم نمت وبقينا على هذا الكوكب وأننا وافقنا على هذا الإقتراح المجنون وأنه كما قال مويدوه بأنه الحل في مشاكل المناخ فهناك مشاكل عكسية لهذا الإقتراح فجاذبية القمر كما يقول العلم هي التي تتحكم في المد والجزر في كل بحار ومحيطات هذا الكوكب الذي نعيش فيه وسؤدي ذلك إلى اختلال ميزان الحياة وربما تنقرض بعض الكائنات التي تعيش في البحار وكذلك سيؤدي غياب القمر في انحراف الأرض عن مدارها ونتيجة ذلك سوف يعيش نصف سكان الأرض في ليل دائم والنصف الآخر في شمس دائمة لا تغيب ابدا ربما تحرق كل شيء ويكون زوال الفصول فيكون نصف الأرض في زمهرير من الشتاء والنصف الآخر في قيظ وحر دائم بسبب عدم غياب الشمس التي تستحيل الحياة مع ذلك وغير ذلك من فقدان التوازن الذي وضعه الخالق في هذا الكون المتزن بشكل دقيق بحيث نضبط ساعاتنا واوقاتنا عليه ولكن الذين يريد الفوضى واختلال النظام هذا هو ديدنهم ، هذا من ناحية العلم الذي يعارض تفجير القمر أما من ناحية العقيدة والدين فإن ذلك يعتبر تعدي على الثوابت يقول الله تعالى (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا) ويقول كذلك(وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) يس(40) ويقول سبحان (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ) سورة الرحمن.

وغير ذلك من الآيات التي تدل على ان نظام الكون يستقيم ويستمر بثبوت كل مافيه من مخلوقات وبقائها دون المساس بها بعشوائية ودون انتظام لذلك يجب على البشرية كلها ان تتعاون وتأخذ على أيدي السفهاء فالبشرية كلها تركب في سفينة واحدة هو هذا الكوكب ولتنتبه كي لا يحدث احد السفهاء خرقاً في قانون ونظام هذا الكون ولتتضافر الجهود للعيش بسلام الى ان يحدث الله امراً كان مفعولا.

إبراهيم يحيى أبو ليلى

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *