لا تزال قضية غياب اللاعب إدريسا غانا غاي المحترف في صفوف فريق باريس سان جيرمان قائمة منذ نهاية مباراة فريقه في الجوله السابعه والثلاثين من الدوري الفرنسي لكرة القدم حتى الآن ، ورغم استدعاؤه من قبل مجلس الاخلاقيات الوطني التابع للإتحاد الفرنسي ومثوله امام اللجنه المختصه والإدلاء بما لديه من أقوال ومبررات الا ان المفاجأه حدثت حينما طلب منه رئيس الجلسه التقاط صوره بنفس القميص الذي ( اعتذر ) عن إرتداؤه في تلك المباراه .! ( لوضع حد لتلك الشائعات والتكهنات المتعلقه بالغياب)!والا فإنه في حالة رفضه الامتثال لهذا الأمر فستتم محاكمته بتهمة التمييز العنصري والضلوع في ممارسة الإرهاب ضد الجمعيات والمنظمات الدوليه التي تدعم وتدافع عن حقوق المثليه الجنسيه !! ( حسب القانون الفرنسي ).
القضيه شعلت الرأي العام الفرنسي خلال الفترة الماضيه وتحولت من قضيه رياضيه صرفه الى قضيه رأي عام عالمي تدخل فيها رؤساء الدول وأساتذة القانون ورجال الدين والرياضيين . وكانت المفاجأه المذهله ان الغالبيه الساحقه اعلنوا تضامنهم ومساندتهم ووقوفهم الى جانب اللاعب السنغالي المسلم ادريسا غانا .( الا عجوزاً في الغابرين )يقال لها فاليري بيكيريس مرشحة حزب المحافظين الفرنسيين للانتخابات الرئاسية القادمه التي امتدحت لاعبي الفريق الباريسي ودعت الشباب الفرنسي للتأسي بهم في كفاحهم ضد رُهاب المثليه الجنسيه ! وطالبت السلطات بمعاقبة اللاعب السنغالي بسبب غيابه المتكرر عن حضور مثل هذه المناسبات الوطنيه التي تقوم فرنسا ودول اخرى بأحيائها سنوياً تضامناً مع تلك الفئه ! وبما ان موعد الانتخابات قد اقترب فإن تصعيد مثل هذه القضايا في الصحافه الفرنسيه بمثابة الورقة الرابحه لها في خوض الانتخابات المقبله لضمان كسب أصوات كل من له حق الانتخاب ممن قبلوا بإنقلاب الفطره والتحول والإمعان في تشويه الأجساد وتغيير الخلق !
القضيه برمتها تطرح عدة تساؤلات و في مقدمتها الفهم الحقيقي لمعنى الحريه ..!!
فهل تحقيق الحريه يكون بالأختيار ؟ أم بالإجبار ؟
واذا كان الرؤوف بالعباد نهى عن الاكراه حتى بالدين
( فمال هؤلاء القوم لايكادون يفقهون حديثا )؟.
حمدان الكريع
مقالات سابقة للكاتب