كم حفظنا وكم رددنا : قم للمعلم وفه التبجيلا …. كاد المعلم أن يكون رسولا .
مهنة المعلم من المهن الحساسة جداً في بناء المجتمعات ، فلا بناء لمجتمع ذي قيمة بلا علم ومعلم ..
يقول المستشرقون :
إذا أردت هدم أمة وتمزيق حضارتها فعليك بهدم أعمدتها الثلاثة وهي :
– اﻷسرة
– التعليم
– قيمة العلماء
الكوريون عندما سئلوا عن سر تميز التعليم في بلادهم ، قالوا : عندنا حكمة نرددها شعاراً (ﻻ تقرب من ظل المعلم ) أي احتراماً وتقديراً له.
ولو نظرنا في عنصر هدم التعليم لوجدنا ما حدث قبل عدة أيام في مدرسة الفيصلية للموهوبين بجدة لوجدناه أمراً يندى له الجبين …
إليكم ما حدث :
مجموعة من الطلاب قرروا اﻹيقاع بمعلم في آخر اليوم الدراسي بالاستفزاز له ، وقاموا بتجهيز الخطة .. أدواتها الممنوعة (تجاوز حد اﻷدب) .. كسر النظام (إدخال جهاز جوال) .. تبييت اﻹساءة ( اتفاق مجموعة من الطلاب على الخطة ) .. وذلك بشهادة أحد الطلاب بالمدرسة ( جزاه الله خيراً وبارك فيه ) عندما ظهر له مقطع فيديو يوضح المشكلة وبعض خفاياها .
انتشر المقطع فكان حديث اﻹعلام والمجتمع ، و تم شن حملات على المعلم و تدشين (هاشتاق) وصل إلى المركز الثاني في الترند !!
بغض النظر عن خطأ المعلم و ردة فعله التي لا أتفق معه فيها بحال ، فتوجد حلول أخرى للمعالجة بحكمة و هدوء … و لكن لنخلق عذراً له و لنقل أنه خرج عن طوره في آخر يوم عمله ، و قد أثبت الفيديو أنه كان جاداً في عمله ، وذلك فقط لنمنع النشر الذي أساء كثيراً .. وكأنما فرحنا بالحادثة … لكن حدث ماحدث وكأننا وقعنا في جملة ما خطط له المتعلمون ونفذوه بإتقان !
بعد كل هذا الضجيج ماذا حدث ؟! …
إلزام المعلم بالاعتذار أمام من خططوا لهذا الفعل المشين ، و بمباركة من قبل إدارة المدرسة و بتوثيق و نشر !!
موقف سيء وموقف أسوأ و النشر على بساط الريح .. يجوب العالم كله … وغداً يعلن ترتيب السعودية في التعليم في ذيل القائمة .. ونتحسر ..
التعليم مهنتنا و الوطن حياتنا … ونحن كمن قيل له (يداك أوكتا وفوك نفخ) …
ليتنا وقفنا عند هذا الحد بل وصل الحال إلى استضافة الطالب لدى مكتب مدير التعليم و يحتفى به و يكرم .. في فلاش كاشف يقول بصوت جاهر :
إن تصرفك مع معلمك إنجاز و تضحية .. و على كل من يريد هذا الكرسي عليه أن يضحي في سبيل اﻻنجاز لينجح و يفوز به .
هنيئاً لك يا بني من إنجاز … منحك الجلوس على كرسي مدير التعليم !!!
وأنت أيها المعلم عثرتك لم تؤد بحياتك فقط بل بحياة قيمة كل معلم … غفر الله لك .. ورحمة الله عليكم أيها المعلمون …
ومضة :
أيها الناشرون احترموا من جعلكم تكتبون وتقرأون .. فكل البشر عورات و ما أعظم عيناً لا ترى إﻻ الجميل …
فارس بن أحمد الصحفي
مقالات سابقة للكاتب