واستهلّ الخطبة بحمد الله عز وجل سبحانه وتعالى والحثّ على تقواه ولزوم طاعته وعباداته، مبيناً أن الله تعالى يختار للفضل محلاً ومكاناً، كما يختار له وقتاً وزماناً، وأهلاً وأعوانًا، وقد فضّل في الأرض بعض البقاع، فكانت أشرف البلدان والأصقاع، فجعل مكة مهبط الوحي، وقِبلة المسلمين، وأم القرى، والبلد الأمين، والمسجد الحرام، ومنسك الحج، ومهوى أفئدة المؤمنين، فقال تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}.