يُقدِم بعضهم على تقديم عبارات المدائح التي ربما لا يستحقها الممدوح ؛ ولكن يطلقها المادح لكي ينال ما يصبو إليه من الممدوح ، وكذلك بعض التجار يسوِّق بضاعته و يصفها بما لا تستحق ، ومع الأسف أصبح ذلك ديدن المجتمع و إن تعددت الأسماء مجاملات ، تلطيف ، أو ماشابه .
و لقد أحدث مشروع المستودعات المزمع تنفيذه في غران ضجةً إعلاميةً و استياءً من الأهالي وتوجُّسًا من مخاطر المشروع .
ومن خلال المحادثات مع الأهالي اتضح أن البعض لا يعلم مدى خطورة المشروع على السكان مهما كانت الجدوى منه لمحافظة خليص ، رغم أنه تحدّث عن ذلك متخصص في هذا الشأن ، ومنهم من قرأنا له من رجال المحافظة ( المهندس شرف الصعيدي ) في حوار له مع صحيفة غران الذي أبدى عدم قناعته بالمشروع وهو من المختصين في ذلك .
و لكي يمرر مالك المشروع مشروعه انتقى اسمًا لامعًا ( مدينة غران اللوجستية ) ، ونشر هو وأعوانه ( مقطع فيديو مزركش ) يبينها كأنها عروس الزمان و المكان والكل خطّابها ، و تحدّث الفيديو عن المشروع و أظهره كأنه مكسب للمحافظة لا للمالك ، ومن بعض ما ذُكر :
١- وحدات سكنية .
٢- ٤٠ ألف وظيفة .
٣- مدارس .
٤- مسطحات خضراء .
٥- دفاع مدني و شرطة و بلدية و مجلس بلدي .
نكتفي بذلك .. و أوضحها لكم من معرفتي البسيطة في هذا الشأن و أرد على كل بند :
١- جزء صغير جدًا لا يتجاوز خمسة بالمائة من نسبة الأرض ( 05٪ ) بجوار حي النزهة ، أجبر على تخطيطها قطعًا سكنية لكون هذا الجزء داخل النطاق العمراني ، وسوف يبيعها قطعًا و لن ينفذها مباني مثل ما ذكر في الفيديو المزركش .
٢- أربعون ألف وظيفة ؛ لم تتجرأ أي شركة و حتى أرامكوا أن تعلن في أي مشروعٍ لها أنها ستوفر هذا العدد من الوظائف !
أما العدد الحقيقي المتوقّع ( ٢٧٠٠ مستودع يوفر حدود ٢٧٠٠ وظيفة سيكيورتي ) ، و طموح شباب المحافظة أكبر من ذلك .
٣- مدارس ! أي مدارس للمستودعات و العمال!
كل ما في الأمر أنه إجباريًا في القطع السكنية لابد أن يحدد قطعة للتعليم ، و التعليم يتصرف فيها مدرسة أو إدارة .
٤- مسطحات خضراء ! لماذا ؟ نحن داخل مدينة ملاهي ! .. نحن داخل مستودعات سوف تكون مواقفًا للشاحنات !
٥- دفاع مدني و شرطة و بلدية ؛ كلها مواقع أراضي فارغة تمُنح إجباريًا لهذه الدوائر في أي مخطط في المملكة حسب النظام المعمول به .
س/ إذا كان كل ذلك كيف يكون سير المشروع ؟
سوف يقوم المالك بعمل البنية التحتية للمشروع و المتمثلة في السفلتة و الأرصفة و الإنارة والبيع ! .. وقابلني يامعلم !
وهذا ما تحدث به شخصيًا أمام المجلس البلدي السابق و مشهود عليه وفي الأصل لإبطاله النظام إلا بالبنية التحتية المذكورة و إحالة مشروعه للمحكمة وبيع القطع .
طيب ما علينا من كل ما ذكر و ما نحسد الراجل زي ما يقول البعض ! أو إن المسالة عناد !
اطلعوا على بعض الأضرار المتوقعة من هذا المشروع :
١- المشروع يحتوي على مستودعات و مصانع و يندرج ضمنها تجميع المخلفات و معالجتها مثل الكراتين و العلب الفارغة و الخردة و تجميع الحديد و السكراب ، و يحق لصاحب المستودع المشتري التجميع داخل المستودع و معالجتها في المصانع و إعادة تدويرها ، و قيسوا على ذلك ( ومستودعات الخمرة شاهد على ذلك ).
٢- من خلال التجميع في هذه المستودعات من جميع الأصناف بما فيها من مواد غذائية أو أخشاب أو سكراب أو ما شابه ذلك ، و خلاف المصانع و عوادم الشاحنات انتشار الحشرات و الجرذان و البعوض للأحياء ، و كذلك الغبار الذي سيلوث الأحياء لكون المشروع في الجهة الشمالية الغربية ( جهة هبوب الرياح بصفة مستمرة ).
٣- انتشار الحرائق في هذه المشاريع بصفة مستمرة و ( الخمرة ) شاهد على ذلك ؛ تتواصل الحرائق في المستودعات لمدة تزيد عن الأسبوع ولم يسيطر عليها الدفاع المدني ، و إدارة الدفاع المدني بجدة تعاني من ذلك ، و يكون الدخان مخيمًا على الأحياء مسببًا أمراضًا للسكان ؛ وللتأكد من ذلك راجعوا أسعار الأرضي السكنية بجوار الخمرة مع شمال جدة !
٤- الحركة المرورية : لنفرض فقط ٢٧٠٠ مستودعًا من غير المصانع و المحلات التجارية ، لو قدّرنا لكل مستودع شاحنة واحدة فقط في اليوم تدخل المشروع و تخرج ( ٢٧٠٠ * ٢ =٥٤٠٠ شاحنة ) سوف تمر إلى المشروع عبر مدخل دوار غران و كوبري غران ( الخط السريع ) !
كم من الوقت تأخذ الشاحنة لكي تقطع هذه المسافة ! لنفرض دقيقةً واحدة فقط من بوابة المشروع و حتى الخط السريع ، إذن نحتاج إلى ٥٤٠٠ دقيقة لكي تمر الشاحنات ، و هذه تحتاج أيامًا لتنهي أعمالها ! إذن المدخل الجنوبي للمحافظة تعطّل !
٥- ماهي الجدوي من هذه المستودعات ؟ و هل تحتاجها محافظة خليص وأبنائها ؟ .. أتمنى أن أكون أوضحت إجابات لبعض الأسئلة التي يرغب البعض في معرفتها .
كما أعرض اقتراحات للمالك إن أراد أن يأخذ بها “لاينسى حق الفكرة” .. ( يحكم بها ذوا عدل من أهل العقار ) :
١- أن يتوجه المالك إلى العقلاء من أهالي المحافظة و سوف يقفون معه و يطالبون معه بتبادل المنافع بين موقعه و ( جامعة جدة ) بخليص ، و تكون مداخل و مخارج المشروع على الخط السريع و بعيدًا عن المساكن .
٢- تبادل المنافع مع بلدية خليص بحيث يتنازل عن الموقع للبلدية و البلدية تمنحه نفس المساحة على الطريق السريع من الجهة الغربية .
٣- تحويل مشروعه إلى سكني تجاري ؛ و المنطقة تحتاج و تفتقر إلى أسواق و قاعات أفراح و ملاهي و مولات تجارية ، و كذلك سعر قطع الأرضي السكنية مرتفعًا في المحافظة .
وأخيرًا فإن وفقت فمن الله و إن أخطات فمن نفسي و الشيطان ! .. وتحياتي للجميع .
رجاء مستور الصحفي
مقالات سابقة للكاتب