دار الحرية !

تحت ظل هذا الفضاء الواسع من النشرات والأخبار ومن مُختلف وسائل التواصل الاجتماعي ، انتشرت عدة قصص في عصرنا هذا عن اللاجئات السعوديات ، منهن من تبحث عن الحرية والعيش بحياة فردية ومنهن من تعتقد أنها تعتق نفسها من الإيذاء والعنف الأسري الذي تواجهه مع أسرتها وغيرهن الكثير في عدة أهداف ودوافع واتجاهات مختلفة ..

وفي الأونة الأخيرة هذا ما شاهدناه وعرفناه تجاه “قصة وسام السويلمي” وكانت تتحدث عن حالتها حيث لجئت إلى الهروب خارج البلاد ، فيما ذكرت بين ثنايا حديثها موجّه لعامّة الفتيات السعوديات : “لكل فتاة تظن أن الهروب هو الحل أقسم لكِ بالله أن الهروب من المشكلة ليس بِحلّ” ، الهروب في الأصل هو هروب من مشكلة للبدء في مشكلة جديدة ، لمملكتنا جهود عظيمة وفضل كبير بعد الله على كثير من أبنائها و مواطنيها وحرصها الدائم من أفكار التطرف والإنحراف ، فالوطن هو الحضن الدافئ الذي نطمئن إليه نشم رائحة الأم وحنانها وأمان الأب وكرمه ، الوطن الذي نولد فيه ونتربى ونترعرع ونكبر في كنفه ، ونتمنى أن نموت وندفن فيه ، ليس من السهل أن نهرب منه ونتحرر من قيمه ومبادئه مهما واجهنا من صعوبات ..

إن توعية وتبصير هؤلاء بالسياسات والخطط المرسومة والإستفادة منها داخل ما تقدمه بعض المنظمات هو أجدى وأكثر نفعاً من اللجوء أو الإغتراب! ، اللجوء إلى الخارج دون اتخاذ قرارات واضحة مبنية على استراتيجية التنبؤ والتوقع قد يؤدي إلى تدهور وتدمير شباب وشابات بعمر الزهور تحت ما يسمى “الحرية” ، مما نتج عن هذا المصطلح ضحايا كثيرة..

إن مملكتنا ووطننا ليس بحاجة لكل فرد لاجئ أو مغترب عنها ، فالفرد هو من سيحتاج إلى وطنه و يستظل تحت ظله وينمو تحت نماءه وينهل من خيراته وتتشكل هويته تحت مسمى ( الجنسية السعودية ) ، ويتضمن مفهوم الاغتراب فيما حددته دائرة المعارف البريطانية بأنه شعور بالعجز وهو إحساس الفرد بأن مصيره متروك لغيره وتحدده مصادر خارجية ، شعور بـ اللامعنى وهو عدم الفهم الكامل أو عدم وجود معنى الذات في أي مجال من مجالات العمل وأن الحياة ليس لها معنى أو هدف ، شعور بـ اللامعياريه وهو عدم الالتزام الكامل بالتقاليد والضوابط الاجتماعية ، شعور بالعزلة الاجتماعية وهو الإنزواء أو الوحدة في العلاقات الاجتماعية ، وكذلك العزلة الثقافية وهو شعور الفرد بأن القيم الموجودة في المجتمع غريبة عليه ، وفي معنى آخر بما يراه الفيلسوف الألماني هيجل أن الاغتراب حالة من التحصيل الناتج عن تفاعل الفرد مع الحياة والتجارب الذي يبني فيه الإنسان داخل عقله وكيانه عالماً مثالياً يفترض فيه ما يشاء ثم ينصدم بعد ذلك بما هو حقيقي وواقعي ، وفي معنى أشمل وأعم أن الاغتراب هو انفصال الفرد عن نفسه وعزلته فيصبح غريباً أمام نشاطاته وأعماله ويكاد يفقد إنسانيته .

 

غدير العنزي
إخصائية إجتماعية 

مقالات سابقة للكاتب

2 تعليق على “دار الحرية !

غير معروف

*السلام عليكم ورحمة الله وبركاته*
*سلمتم جميعآ لماتقدمون من أطروحات هادفة أسأل الله أن تكون شافعة لكم في عرصات القيامة فالمسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضآ…والمسلم يهمه مايهم المسلمين ويكره مايضرهم ويسعده مايسعدهم …ولا يكون مؤمنآ حقيةالإيمان حتى يحب لإخوانه المسلمين مايحب لنفسه…وما ذكرته الأخت غدير أتى على المطلوب ولا عطر بعد عروس فقد كفت ووفت سددها الله في القول والعمل ولذلك أقول أن ماذكرته من أن:(للمملكة جهود عظيمة وفضل كبير بعد الله على كثير من أبنائها و مواطنيها وحرصها الدائم من أفكار التطرف والإنحراف ، فالوطن هو الحضن الدافئ الذي نطمئن إليه نشم رائحة الأم وحنانها وأمان الأب وكرمه ، الوطن الذي نولد فيه ونتربى ونترعرع ونكبر في كنفه ، ونتمنى أن نموت وندفن فيه ، ليس من السهل أن نهرب منه ونتحرر من قيمه ومبادئه مهما واجهنا من صعوبات …(( وأقول هذا الذي يجب أن نعرفه وأن يعرفه الجميع وأن نعلمه للأجيال ونربيهم عليه لأنه لا ينكر ولايتنكر لذلك إلا من كان به خلل في عقيدته ونقص في تفكيره واختلال في عقله حتى أصبح لا يعرف الخير من الشر ولا يفرق بين شرف ولا عار ولا الصح من الخطأ ولا الضار من النافع وقل بل يستبد الذي هو خير بالذي هو عار و شر بل يستبدل النور بالظلام فبلادنا هي بلاد النور والوحي والنور الذي جاء به محمد صل الله عليه وسلم فأصلح الله به الأرض طولها والعرض وسهلها والحزن فالله أكرم هذه البلاد بالرسالة المحمدية مهبط الوحي وجعل فيها الكعبة المشرفة والحرمين الشرفين وهي مهوى أفئدة العالم الإسلامي بأسره في جميع أقطار الدنيا والكل منهم يتمنى أن يقدم كل مال لديه وحتى روحه التي بين جنبيه يتمنى أن يقدمها فداءآ وتضحية لبلاد الحرمين الشرفين…في حين تجد البعض من أبنائنا يريد أن يستبدل النور بالظلام بتركه لهذه البلاد وذهابه للإرتما في أحضان بلاد الكفر والدعارة ويخسر بذلك دينه وأهله ووطنه وكل معاني القيم والشرف إنه لايفعل ذلك إلا من انعدمت عنده المراقبة الذاتية لله وانعدمت عنده كذلك الغيرة وأصبح جسدآ بلاروح ودمية بيد أعداء الإسلام والمنظمات الإرهابية ومراكز الدعارة لايريدون منه إلا خدمتهم واستعباده وتسخيره للخسة والعار وانسلاخه من الدين ومن كل معاني الشرف والقيم ويستبدل العز بالذل والحرية في بلاده بالعبودية لأعداء الإسلام ولكل خزي وعار….فأقول أما آن لهم أن يتذكروا قول الله….(الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور….وأن لا يكون من الصنف الثاتي..(والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات) فليتدبروا (قبل أن تقول نفس ياحسرتى على ما فرطت في جنب الله…) الآيات..ولا مخرج إلا بأن نحسب لهذا الأمر ألف حساب وأن نبذل الوعي داخل الأسر والمدارس والجامعات وفي جميع وسائل التواصل وأن نحد من ترك الأبناء مع بعض القنوات والمواقع المشبوهة والأماكن المبؤة مع جلساء السوء وأصحاب الشر يتنقلون بهم من مكان إلى آخر بالأيام وبالشهور دون حسيب ولا رقيب… ألا فلندرك الشباب وأن نحتويهم باللذي هو خير لهم فكلنا راع ومسؤل عن رعيته…..إن الله سائل كل راع عما استرعا أحفظ ذلك أم ضيعه حتى يسأل الرجل عن أهل بيته…ولا سبيل إلا بالتوسل إلى الله وأن نسأل الله أن يهدي شباب المسلمين وأن يرد ضالهم…*
*اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.*

غير معروف

ياليت قومي يعلمون ويهتمون ويغرسون هذه المباديء القيم في في قلوب وعقول الأجيال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *