الحمدُ لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد ..
نستطيع بهذه القاعدة البسيطة أن نستوعب كل ضوابط الاختلاط بين الرجل والمرأة ، وأن نميز بين الحلال والحرام ؛ فالخلوة التي تحدث بينهم بسبب الدراسة أو العمل تفتح مجالا للمشاركة في أمور شخصية ؛ فيكسر حاجز الكلفة بوجود الأُلفة ، وكلما وجد الداعي إلى شدِّة الألفة غلَّظ الله في العقوبة ؛ فعندما يتقابل شاب وفتاة يومياً في نفس المكان والظروف ستحدث أُلفة تلقائية وبشكلٍ فطري سينجذب طرفاه إلى بعض ، وهذه الأُلفة تُذهب الحياء بشكلٍ تدريجي وفي لحظة من لحظات ضعف الإيمان ينقض الشيطان ، ويحدث ما يحدث من ويلات تغضب الله تعالى ؛ فما الذي يسبب الأُلفة مع الطرف الآخر ؟
· النظر المباشر وترك غض البصر
· الكلام المفتوح في أمور شخصية
· المزاح الكثير الذي يصحبه ضحك واستئناس
المحادثات الخاصة في وسائل التواصل ( الواتس ، الفيس ، ……)
إنَّ ديننا العظيم لا يعترف بالعلاقة بين رجل وامرأة إلا من خلال الروابط الشرعية والآداب المرعيَّة ؛ فإنَّ الفتى إذا التقى بالفتاة ؛ فإنَّ الشيطان هو الثالث، وما من مكانٍ يوجد فيه رجال ونساء إلا واجتهد كل طرف في أن يكون في منتهى الأناقة والظرافة، وخيرٌ للمرأة أن تبتعد عن مواطن الرجال، وأحفظ شيء للشباب أن يبتعد عن أماكن وجود النساء، وقد عرفت هذه الحقيقة تلك الشعوب التي خالفت أحكام السماء، فوضعت الرجال مع النساء، فكانت الأمراض الفاتكة، والجيوش الجرارة من اللقطاء، وقد شهد بذلك عقلاء الأعداء، وهم اليوم يعملون على تأسيس جامعات تُباعد بين الرجال والنساء؛ لأن وجود المرأة مع الرجل أضاع العلم ودمر الإنتاج، وجلب المآسي والجراح.
وقد امتدح القرآن حياء المرأة في قصة موسى عليه السلام قال تعالى: ( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ.) ]سورة القصص : الآية 25[
وهذا بيان من القرآن فيما ينبغي أن تتصف به المرأة المسلمة القانتة الصالحة ولابدَّ أن يظهر هذا الحياء على كل تصرفات المرأة المسلمة:
– في لباسها وحجابها.
– في مشيتها.
– في كلامها وخطابها لمن تتكلم معه.
– في جميع ما يصدر منها من تصرفات.
فلا خُضوع في القول، ولا تصنّع وتميّع في المشية، ولا إثارة في اللباس، ولا ثرثرة في الهاتف.
وعندما فسخت فتيات الإسلام من أمة محمد صلى الله عليه وسلم – إلا من رحم ربي – الحياء أصبحن في حالة يرثى لها، وفي وضع يُشكى منه، ودبَّ الانحراف في صفوفهن.. والله المستعان.
فعليك بالحياء- يا أمة الله- فهو كنز ثمين.
إذا قلَّ ماء الوجه قل حياؤه ولا خير في وجه إذا قلَّ حياؤه
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..
د. منذر القضاة
مقالات سابقة للكاتب