الطب التقليدي (الشعبي) هو مجموعة المعارف و المهارات و الممارسات القائمة على النظريات و المعتقدات و الخبرات الأصيلة التي تمتلكها مختلف الثقافات ، و التي تستخدم – سواء أمكن تفسيرها أو لا – للحفاظ على الصحة و الوقاية من الأمراض الجسدية و النفسية ، أو تشخيصها أو علاجها أو تحسين أحوال المصابين بها .
و هو ما يعرف اليوم بمصطلح “الطب البديل” أو “الطب التكميلي” ، حيث يشير هذان المصطلحان إلى مجموعة من ممارسات الرعاية الصحية التي لا تدخل ضمن تقاليد البلد و لا تندرج ضمن نظام الرعاية الصحية الرئيس.
حديثنا اليوم عن شخصية يعتبر علماً في هذا المجال على مستوى محافظة خليص عامة ، و هو أحد الأطباء الشعبيين الذين ذاع صيتهم لدى أوساط المجتمع ، و تجاوز حدود المحافظة إلى مناطق عدة في أنحاء المملكة .. ألا و هو الشيخ “محمد صالح دخيل الله المرامحي” من مواليد عام 1325 هـ – و الذي توفي في عام ١٤١٦ هـ – رحم الله الشيخ رحمة واسعة – .
و للتعريف بهذه الشخصية المهملة ؛ قامت صحيفة غران الالكترونية بزيارة ابنه الشيخ عبد الحميد المرامحي بمنزله بالصدر ، و رافقني في الزيارة الأستاذ القدير خالد رجاح المرامحي (الكاتب المعروف) ، حيث استقبلني الشيخ بمنزله و وجدته بمَعِيَّة أخيه الأكبر تركي محمد صالح المرامحي ، و قد دار بيننا حوار طويل عن فترة زمنية ليست بالقصيرة ، و تنقلت بالحوار بين الشيخ و أخيه في حديث الذكريات ، و سرد القصص و الروايات عن حالات مرضية وفدوا من مناطق و مراكز المحافظة و غيرها ، و قام والدهما بعلاجها و تطييبها .
أثناء ضيافته لنا في مجلسه و جدت صور لوالده – رحمه الله – و التقطت لبعضها صوراً ، ومن ثم غادرنا منزل الشيخ لننتقل إلى منزل الوالد ..
عندما وقفت بمدخل المنزل استرجعت بعض الذكريات عندما كنت بالصف الخامس الابتدائي و أصبت بتمزق بالقدم ، فأتى بي خالي إلى هنا (عصراً حسبما أتذكر ) إذ كان والدي حينها في الحج ، و أجلسوني أمام الشيخ حيث قرر عقب الكشف علي بأن العلاج بالكي هو الحل ، و بالفعل قام بكي الجزء المصاب ” 9 كيات ” تمت في الحال و قبل غروب الشمس تماثلت للشفاء بحمد الله .
دخلت إلى المنزل و قمت بالتجول في المجلس الذي كان يستقبل فيه والدهما مرضاه ، حيث كان كل زاوية به عبق من ذكريات و أحاديث كأنما نقشت على جدار المجلس ، و وجدت في إحدى الزوايا سرير الشيخ الذي كان ينام عليه في آخر أيامه ، و قد جلس عليه ابنه الشيخ عبد الحميد من بعده تيمناً به .
عقب ذلك انتقلت إلى الفناء الخارجي ( السدة ) و هي التي كان يستقبل الضيوف بها ليلاً و عادة ما تكون للمناسبات الكبيرة أيضاً ، فكل شيء حولك يحمل ذكريات و أحاديث و تطبيب ، و أثناء تجولي قمت بالتقاط صوراً لأهم أداة كان يستخدمها الشيخ في العلاج و هي المشرط “المكوى” .
يذكر أن الشيخ “تركي” صاحب روح مرحة و نفس طيبة و دماثة خلق ، تجد منه روح الشباب و هو قد تجاوز التسعين من عمره ببضع سنين …
الآن مع لقاء العم تركي أحد أبناء الشيخ محمد صالح الذي عاشره طويلاً …
أبو عبدالرحيم .. ماذا تذكر عن الوالد رحمة الله عليه من قصص ؟
أذكر له كل الخير إن شاء الله .. أبي رحمه الله تعلمت منه الكثير و الكثير فكان أباً رؤوفاً رحيماً حكيماً شجاعاً محباً للخير ، و مهما تحدثت عنه لن أوفيه حقه جزاه الله خير الجزاء .
تربى أبي على يد والده دخيل الله المرامحي الذي علمه الشجاعة هو و أخيه وصل الله المرامحي رحمهم الله جميعاً ، و كان أبي حافظاً للقران ، و إمام يصلي بالناس ، و يأتون إليه أغلب القبائل في خليص و ما جاورها لحل الخلافات بينهم ، و يصلي بالناس العيد ..
كان معتصم بدين الله .. الطب عنده كان اختراعاً ، و القرآن حفظه في صدره .. كان شيخ القبيلة و هو المسؤول الأول عن أفرادها ، ومن يسكن في قريته يمتلك شجاعة و رأي سديد و حكيم و طبيب و شاعر و مهندس ، فهو من رجال خليص الأوفياء.
من علمه القرآن ؟
كما أخبرنا و الدنا أنه تعلم على يد الشيخ الشنقيطي حيث قام بتعليمه القرآن فقط ، و أتى له من الغرب (المغرب العربي) إلى هنا و قام بتعليمه حتى حفظ القرآن ، و يقرأ القرآن عن ظهر غيب .
كان مهندس في ماذا ؟
قديماً كما تعرفون كان أغلب الناس يعتمدون على الزراعة فهي مصدر لقوتهم ، و كان هناك ما يطلقون عليهم “أهل الأمانة” ، حيث كانوا يقومون بعملية تقسيم لماء الوادي أو السيل ، لسقاية مزارعهم ، فكانوا يستعينون بالوالد ليقوم بذلك أي “الخبر” كما يقال ( لي خمسين و أنت لك الثلث أو لي الربع و أنت لك الثلث … و هكذا ) .
إذن هو كان ممن يقوم بتوزيع مشارب السيول حينما يختلف الناس .. ؟
نعم هو كان رجل مأْمون .. فلله الحمد كل ما علمناه عنه العدل و الأمانة ..
هل كان يعمل في الزراعة فقط ؟
كان يعمل في الزراعة و التجارة و غيرها …
عن من أخذ الشيخة ؟
وراثة عن عمه رحمه الله الشيخ “صالح المرامحي” ، و الذي عرف عنه الدين و الصلاح فقد تعلم على يده الكثير من العرف القبلي و الأمور التي تعينه على تولي أمور القبيلة من بعده ..
هل كان يقوم بعملية الختان للأولاد ؟
لا .. كان يأتي بمن يقوم بذلك لهم .. فهو كان طبيب يداوي المرضى ..
أبو عبدالرحيم تقول أن والدك رحمه الله إمام .. و هل كان خطيب ؟
نعم كان خطيب يخطب في صلاة الجمعة و العيدين ، و إمام يؤم بالناس في الصلاة المفروضة و كذلك صلاة التراويح في رمضان ..
أبو عبدالرحيم نسمع عن أبيك أنه اشتهر بالطب الشعبي ، هل من الممكن أن توضح لنا ذلك ؟
نعم اشتهر أبي رحمه الله بالطب الشعبي ، و هو العلاج بالكي و تجبير الكسور ، و العلاج بالأعشاب ..
هل كان يأتي إليه أناس من خارج خليص ؟
نعم كان يأتي إليه من الخارج كثيراً .. أذكر في أحد المرات أتى إليه شخص من الرياض و معه زوجته ، و كانت تصرخ من الألم و التعب ، حينها أخبرهم الوالد بأنها تعاني من مرض عرق النسا وتحتاج إلى عملية “كي” … و لكنه لم يرد فعل ذلك بسبب حياءه الذي منعه ، فحلف عليه زوجها و هي أنها لن تخرج من هذا المكان إلا إذا قام لها بعملية الكي ..
الحمد لله قام الوالد بعملية الكي لها ، و أخبرها عن الحمية التي تتبعها عقب العملية لمدة 40 يوماً ، وكان من ضمنها الهيل في القهوة ، ومن المعروف عند الجميع أن أهل الرياض قهوتهم “هيل”.
أما في خليص كان يأتي له أناس من المغاربة و من الصحاف و من قديد و رابغ و من الغوانم (نساء و رجال و أطفال) .. لأن يده كانت مبروكة بعد فضل الله سبحانه وتعالى ..
فالنَّاس كانوا يأتون إليه في اّخر الليل أحياناً ( الساعة ٢ أو ٣ صباحاً ) ، حينها كان الوالد ينام في الخارج (الحوش) ، و عندما كنا نقوم بغلق الباب كان يطلب مننا فتحه و عدم غلقه ، حتى إذا أتى له مريض يحتاج المساعدة منه يجد الباب مفتوحاً ..
كان يستقبل الناس و يرحب بهم في أي وقت ، و كان البعض يذهب إليه في مزرعته الخاصة حتى يعالجهم هناك ..
الشيخ عبدالحميد بن محمد صالح المرامحي .. هل عدة العلاج التي تخص والدك موجودة في البيت فقط ؟
نعم موجودة هنا و توجد في المزرعة أيضاً ، حيث أخبرنا البعض من رجال قبيلة المغاربة أنهم ذهبوا إليه في مزرعته ، و قام بمعالجتهم و كيهم هناك .
معظم علاجه كان بالكي ؟
نعم و كان يقوم أيضاً بتجبير الكسور ، و العلاج بالمرخ إذا كان هناك نزول في البطن ، و علاج الأبهر في الكتف ..
هل كان يقوم بصرف أدوية شعبية ؟
نعم كان يوصف العشرق و الثفاء و حب الحمر و الملح و الزيت و العدس مع البيض في التجبير..
هل كان يقوم بتلاوة القرآن على المريض أو ماشابه ؟
لا ليس في الغالب و إنما في أمور بسيطة …
هل استمر في هذه المهنة إلى وفاته ؟
نعم إلى ما قبل وفاته بحوالي ٤ أو ٥ سنوات ، و ذلك بسبب تعبه الشديد حيث لم يكن يستطيع النوم و يتذكر الماضي و ماشابه …
خلال هذا الوقت من كان يقوم بالعلاج إذا أتى مريض ؟
أنا من كنت أتولاه و أعوذ بالله من كلمة أنا .. ففي خلال هذه الفترة شعر الوالد بتعب شديد لدرجة أنه لم يكن يستطيع أن يمسك بالميسم ، فذهبنا به إلى الطبيب و قمنا بعمل التحاليل اللازمة ، و عندما خرج علينا الطبيب وجدني أنا و أخي أحمد سالم في حالة قلق و خوف ، فأخبرنا أن صحة الوالد أفضل من صحته و صحتنا وأنه لا يعاني من أي مرض ( ضغط أو سكر ) ولكن التعب بحكم الكبر و الضعف …
هل تذكر أنه أتى إليكم مريض يحتاج الكي و قام بالانسحاب ؟
كان هناك مريض يحتاج إلى 16 كية ، و طلب من الناس حينها ألا يمسك به أحد … عقبها قام بإشعال السيجارة و تدخينها أمام الجميع ، حينها تعجب الجميع و قاموا بانتقاده ، إلا أن الوالد طلب منهم أن يتركوه على رغبته ، و استمر في التدخين حتى أثناء عملية الكي دون أن يتحرك أو يتألم بقول (اه) أو ماشابه ذلك لحين إنتهاء ا لـ ” 16 كية ” .. و هناك أناس من كية واحدة يهربون و يقوم من برفقته بمسكه و يتم العلاج بالكي .
أبو عبدالرحيم هل مرضت ذات يوم و قام الوالد بعمل كي لك ؟
الوالد لم يقوم بعملية الكي لأبناءه ، بل كان يذهب بنا إلى الطبيب ..
أذكر ذات مرة أنه وقع لي حادث و صدمت بي سيارة ، حينها ذهب بي الوالد إلى الطبيب عوني ، فقال له “عوني” : أنت طبيب كيف تأتي بأولادك لي؟! .. أجابه الوالد بأنه لا يعالج أبناءه ، رغم أن الحادث قد تسبب لي بكسور في الصدر ، و قام الطبيب بمعالجتي و تعافيت و لله الحمد …
من الممكن أن السبب في ذلك بأنه لا يقدر على كي أولاده ؟
نعم .. من باب الرأفة بأبنائه ..
ماذا تذكر له من قصص .. ؟
أتذكر أنه أتى إليه طبيب من بحرة ، وكان به تعب ، و قال للوالد : ذكروك بأنك طبيب .. فسأله الوالد : و أنت ماذا ؟ فأخبره بأنه طبيب أيضاً … حينها قال له الوالد : الدكتور يأتي ليداويني أنا .. فهل أنا أداويك ؟!! … رد عليه قائلاً : جزاك الله خيراً انظر في حالتي … و بالفعل عالجه الوالد وقام بعمل كي .. و بعد مرور ٣٠ يوماً أتى ذلك الطبيب إلى الوالد و معه هدية ، وقال للوالد : أتيت لك بتقرير من ١٠ دكاترة و أنا ، و سنقوم بعمل شهادة لك حتى تستلم راتباً من الحكومة كطبيب بدوي ، و رفض الشيخ محمد صالح المرامحي العرض برده قائلاً : “أنا أعالج الناس ابتغاء الأجر من الله ” ..
من ماذا كان يعاني هذا الطبيب ؟
كان يعاني من ألم في البطن .. حالياً في الطب يقولون مرض الزائدة عافانا الله و إياكم .. فالزائدة قديماً كانت تسمى ( الجحيثة) ، و السرطان ( العجرة) ، أيضاً كان يداوي مرض السل و المسمى قديماً (أبو باري).
ماذا تذكر له أيضاً من قصص ؟
كان هناك جار لنا (الجبرتي عابد) مريض و قام الوالد بعلاجه بالكي و تعافى و لله الحمد ، و لكنه بعد الكي قام بقطع الحموة التي أخبره بها الوالد ، فأتى للوالد يشتكي من التعب و يعاني من ارتفاع في درجة الحراة (السخونة) ، وقال له : ياعم محمد أنا تعبان .. رد عليه الوالد قائلاً له : ماذا فعلت ؟!! ، فأخبره الجار أنه لم يلتزم بالحموة .. قال له الوالد : أنت نقضت الحموة و لا فيك دواء !! ..
بعدها سافر جارنا إلى الطائف حتى يذهب إلى المستشفى للعلاج ، و حينما كشف عليه الأطباء قالوا له : من قام بعملية الكي ؟ قال لهم : رجل طبيب شعبي ، و أخبروه أن نتائج التحاليل و الأشعة توضح بأن حالته لن تتحسن إلا بدواء يأخذه حتى الموت .. و بالفعل استمر في هذا العلاج إلى أن توفي رحمة الله عليه ..
إذا أتى له مريض و كانت حالته تستدعي البقاء .. هل كان يجلس عند الوالد ؟
إذا أراد الجلوس نعم يجلس … و كما تعرفون قديماً فالسكن كان في العشش ، و من ثم أتى بعدها الصنادق و بعد ذلك البنيان ، فكان في جميعها يوفر الوالد للضيف كل مايحتاجه و يجلس عنده فترة العلاج .
كما ذكرت لي أن والدك شاعر هل تذكر شيء من شعر الوالد ؟
نعم أبي شاعر و له من الشعر الكثير و الكثير ، و لكن لا أذكر منها الان إلا القليل ، مثل زومالة قديمة جداً قدمها لشيخ العسمي إبراهيم رحمة الله عليه ، حينما وجه إليه دعوة لحضور وليمة زفاف ابنه على ابنة حميد الصبحي … قال فيها :
سلام يابو عسم ياشيخ القبائل ** ياللي قديم و شيخ من يوم الأوائل
تحكم على الحقان و تزيل الظلائل ** في عهد أبو تركي و من ولآه
عبدالعزيز الي حكم جدة و حائل ** و رجال نجد و رجال الحمايل
بالسيف مو بحيلات و محايل ** قام الإمام و ساعد و مولاه
هل تذكر شيء من الشعر لابن شريف مع الوالد ؟
“ابن شريف” له الكثير من الشعر و خاصة في فن المحارة و الحداية مع الشيح محمد صالح يرحمه الله ، و نذكر منها هذه الحدايه :
بنشدك عن عذراء نقية ** تالي عمرها لا جا ولدها
وهي لا رباع و لا ثنية ** و لاشي زوج يبكيها بعدها
و هل رد عليه الوالد ؟
نعم .. قال فيها :
هذيك الجرادة ياشقية ** يوم زروعكم جات في نصدها
يوم أني جئت ديك العشية ** يوم إنك تقربها لحدها
قديماً كان الشعر له قيمته و كان يصل إلى حد الصلح و حل الخلاف بين القبائل و الأشخاص ، و هناك قصة أذكرها عن الوالد ..
سوء تفاهم قد حدث بينه و بين ابن وكيل ( مصلح الشيخ ) و هو يسكن عند قبيلة اللبده و هم كذلك جيران لنا و أرحام ، و أتت مناسبة زواج عندنا و قمنا بدعوته ، فقال ابن وكيل لأرحامه “اللبدة” : ” أنا لن أذهب لحفل زواج قبيلة المرامحه ” ، قالوا له : نحن نذهب للشيخ محمد صالح و نعرف وش عندهم من “مسعار ” … ثم أتى للوالد بعض من أفراد قبيلة اللبده و منهم معلى اللبدي و عايز و عبدالهادي ، و قالوا له : يا محمد صالح رحيمنا ابن وكيل نغصان عليك و هو لن يأتي اليوم ، و أنت لن ترضى بأن نأتي نحن و نترك رحيمنا ورآنا ، رد عليهم قائلاً : دعوه يأتي للزواج و عقب انتهاءه ننزل للحكم و علوم الرجال ، ذهبوا إلى ابن وكيل و أخبروه فقال : توكلنا على الله .
جاء “ابن وكيل” هو و أرحامه بالزومالة لمحمد صالح المرامحي قال فيها :
سلام رديه وفا مضمونة القوافي ** تضفي على أهل النوب و اللي حاضر الميقافي
و أيامنا و أجيالها فيها اختلافي ** سلام يا أهل النوب رديه و منكم نستفيد
و الثانيه لابد من فقده بعدها ** عند القضاة اللي تبني في عمدها
و نذوب الجابه و ننظر وش رددها ** و اللي تمدونه يجرينا على سبل الطريق
كذلك الوالد قام بالرد عليها و جاء فيها :
يا مرحبا في مرحبا و الكل وافي ** و الله ما نرضى على مثلك خلافي
ما عندنا إلا للثقة مكيال وافي ** حنا رمينا عقالنا و اللي يريد الله يريد
و الثانية من عندكم عرفت و عدها ** على يدينا قضاتنا يحصل سددها
حياض الحق تروي من وردها ** ما عندنا إلا مد وافي للحديد و للرفيق
و في اليوم التالي أخذ الوالد معه رأسين من الغنم و اصطحب جماعته و جيرانه و أرحامه اللبدة ، و ذهب بهم إلى ” ابن وكيل” في بيته ، و تحدثوا معه و انتهى سوء التفاهم ، و بعد مرور 3 أو 4 أيام قال “ابن وكيل” : محمد صالح صديقي و أخي و دام إنه أتاني لازم أرد الخطوة ، وبالفعل أتى للوالد و أخذ واجبه .. فالشعر قديماً كان وسيلة صلح بين الناس ..