وقال: إن الله أمر بالعدل والإحسان وإعطاء كل ذي حق حقه قال تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا}، لقد شرع الله النكاح وحرم السفاح وأناط بالوالدين حقوق ومسؤوليات شاقة، فكلفهما برعاية الأبناء وتربيتهم، وفطر قلوبهم على الحب والرحمة والرأفة والشفقة، فجدير بالمرء أن يتذكر كم شَقِيَ والداه ليسعد، وكم نصبا كي يستريح، وكم سهرا لأجل أن يرقد، وكم جاعا لأجل أن يشبع، وكم عطشا لأجل أن يرتوي، وكم تجشما المخاوف ليطمئن، وقد فرض الله مقابل ذلك برهما وصحبتهما والإحسان إليهما وخفض الجناح لهما، بل وقرن حقهما بحقه، ورضاهما برضاه، وسخطهما بسخطه، وجعل الجنة تحت أقدام الأمهات، قال تعالى: {اعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}.