الأجداد و حفظ السر

الماضي تاريخ صنعه الأجداد بعرقهم و بجهودهم و بتضحياتهم و أصبح جزء من سيرتهم ..

حفظ السر صفة عظيمة ﻻيقدمها إﻻ العظماء و كبراء النفوس و أصحاب الهمم العالية .. هذه الصفة كان يتحلى بها الناس فيما مضى و اليوم قلما تجد لهذه الصفة وجود أو شبه وجود ..
إن حفظ السر أمانة عند المخبر به فلاينبغي له إذاعة ذلك مهما كانت اﻷحوال بينه و بين صاحب السر ، أن إذاعة السر تعتبر خاينة و صفة ذميمة و علامة من علامات النفاق (إذا أؤتمن خان) ، و كذلك يترتب عليه أمور ﻻيحمد عقباها ، و كم نجد بعض اﻷسرار المهنية و العملية تذاع بين الناس قبل وقوعها و قبل صدور اﻷوامر بإعلانها مما يؤدي إلي إلغائها أو تحويرها مما يلحق الضرر بمن كان سيستفيد منها ، أو الجهة التي كانت سوف تستفيد منها ، لذا يجب على كل من وكل إليه أمر و أمر بحفظه حتى يحين تنفيذه أن يحافظ عليه و ﻻ يصرح به و ﻻ يلمح إليه.

و هذه قصة من الماضي تؤكد مدى حرصهم على حفظ السر و أهمية ذلك في حياتهم .. حيث يروى في الزمان الماضي رجل تزوج بإمرأة و عاش معها حتى مات و لم يصل إليها ﻻ من قريب و ﻻ من بعيد ، و لم تفصح ﻷهلها وﻻ ﻷهله و لم تفش ذلك السر الذي ظل قيد الحفظ منها ، و بعد موت الزوج و انقضاء العدة الشرعية تحدثت الزوجة مع أهل زوجها ليتولوا تصريف أموال ابنهم ، ثم جاء والد المتوفى و بعض إخوته و بدأ الجميع بتفحص اﻷوراق و المستندات فلم يجدوا شيئاً باسم ابنهم و إنما كل شيء كتب باسم الزوجة ، و هنا اندهش الجميع لهول المفاجأة و خاصة الزوجة ، و رفض اﻷب  و اﻷخوة  أخذ شئ مما وجدوه من أموال و عقارات ، فما كان منها إﻻ أن طلبت من أحد إخوة المتوفى أن يتزوجها حفاظاً على مال أخيهم.

فلو أفصحت هذه المرآة عن ذلك السر لكانت النتيجة فضائح و منازعات بين اﻷسرتين لا يعلم مداها إﻻ الله ، و لكن بحفظها للسر حافظت على العلاقة بين اﻷسرتين و سارت اﻷمور على ما يرام و كأن شيئاً لم يكن !

فيا أيها القراء من الجنسين .. هل تكون هذه القصة حافزاً لنا على حفظ السر و العمل على إحيائه بيننا ، و خاصة بين شبابنا و شاباتنا لتدوم الحياة و تسير قوافل التواصل اﻷسرية و المجتمعية بأمن و أمان .. و الله الهادي إلى سواء السبيل .

 

عبد ربه المغربي

مقالات سابقة للكاتب

2 تعليق على “الأجداد و حفظ السر

إبراهيم يحى أبو ليلى

موضوع مهم للغاية وبالذات في هذا الوقت الذي اصبحت فيه قنوات التواصل متوفرة
في ايدي الجميع حيث يسهل فضح السر بكل سهولة وبضغطة زر فاذا بهذا السر قد طار عبر الآفاق
شكرا لك استاذ عبدربه على هذا الموضوع المهم جدا
والشكر موصول لصحيفة غران التي تتحفنا دوما بالمواضيح والأطروحات المفيدة
تحياتي للجميع.

ابو عبد العزيز

سلمت يداك يا ابا نضال هذا الموضوع شيق
ولم يتطرق احد قبلكم للحديث فيه فعلا حفظ
السر صفة حميدة وسلوك محبوب فحفظك
الله يا استاذنا القدير .. اللهم احفظ السنتنا
من اللغو واجعلها ما تنطق الا بالحق
لك التحية. والاحترام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *