ضربة جزاء
كلنا نستطيع أن نقول بأن الحكم أخطأ
في عدم احتسابه لضربة جزاء أو ضربتين
أو ثلاث لأن هذا أمر مشاهد بالعين
و القوانين ، و هي تعتبر معلومة لدى
الصغير قبل الكبير و لكن لا يستطيع
الواحد منا أن يجزم بأنه تعمد في عدم
احتسابها حتى وإن كانت واضحة وضوح
الشمس ، لأن هذا الحكم فيه تسلط على
النوايا التي لا يعلم بحالها إلا من يعلم
السر و أخفى سبحانه ، نحن نحكم على
أخطاء الحكام خلال شاشات و اللقطات
و الإعادات و نعتمد أحياناً على آراء
المحللين و النقاد ، بينما الحكم أمامه
جزء من الثانية لاتخاذ القرار و هو في
تلك الحالة تحت ضغط بدني عصبي
و جماهيري حتى إعلامي ، فيكون بسبب
هذه الضغوطات فاقداً للشيء من التركيز
و لنفرض جدلاً أن الحكم تعمد ظلمك فإن
ظلمه لك يخولك الدعاء عليه ، لكن لا
يخولك سبه و شتمه و لعنه و غير ذلك ،
فنحتاج أن نربي أنفسنا على حسن الظن
بالآخرين و حمل مانراه من أخطائهم
على محمل طيب و نقتدي بسلفنا الصالح
الذي قال أحدهم : لو رأيت أحد إخواني
و لحيته تقطر خمراً لقلت ربما سكبت
عليه و لو وجدته واقف على جبل و قال أنا
ربكم الأعلى لقلت يقرأ الآية .
قال الشاعر :
حسّن الظّن تعشْ في غبطة
إن حُسن الظّن من أوقى الجنن
من يظن السُّوء يجزى مثله
قلّما يجزى قبيح بحسن
الشيخ : نايف الصحفي
مقالات سابقة للكاتب