إن ثورة تكنولوجيا الاعلام والاتصال (التواصل الاجتماعي من أبرز مظاهرها) شكلت عالما فاق في تأثيره سلبا على الوعي المجتمعي أكثر مما تحدثه المواد المخدرة على الأسر التي تحتفظ بالعادات والتقاليد فبات الأمر ذو أهمية قصوى في وجوب التصدي بالتوعية الثقافية والمفاهيم الصحيحة لمواجهة تلك الوسائل بسبب الانفتاح المسموح به على كل المواقع باختلاف طوائفهم وجنسياتهم وثقافتهم واعرافهم المجتمعية واستخدام الحريات غير المسئولة بعرض المواقع الإباحية مما يجعل الايذاء منها حتميا.
لقد توغلت وتساوى فيها الجاهل بالعالم ظنا أنه افتراضي وبلا مسئولية او محاسبة وشكلت ثقافات غير منضبطة تحمل المجتمع تبعات ما تحدثه من تأثير سلبي وانفتاح على تقاليد وأعراف لا تتناسب وقيم الأسرة التي أصبح كل افرادها في عزلة وتفكك وانفرط عقد الترابط الأسري بغياب الحوار الذي استبدله الأبناء بعلاقات وصداقات افتراضية من خلال وسائل التواصل وقد تسببت الميديا في إضاعة الوقت بل إهداره بلا قيمة نفعية (والوقت هو العمر) واثرت ايضا في صعوبة التحصيل الدراسي لدى الكثير من الأبناء وتبني البعض افكارا متطرفة تهدم الكيان الأسري والمجتمعي بعدم القدرة على التمييز والتعرض للتنمر على المستوى الثقافي او الاجتماعي للأبناء مما يزيد الشقاق.
ولأن كل شيء له وجهان فكذلك الميديا فهي تتيح المعرفة السريعة والتعبير عن الرأي بلا رقيب ، لذلك نرى أن تأثيرها سلبا على الأسر التي لا تستطيع كبح جماح ابناءها في استخدامها واتاحة الفرص امامهم للوقوع في كل المحظورات بلا رقيب.
بينما نرى الأسر التي تضع ضوابط صارمة ووقت محدد لاستخدام وسائل التواصل والتوجيه المعرفي والثقافي والاستخدام الأمثل الذي يجعلها منابر للتحصيل
المستشارة الاجتماعية
مارية مختار
مقالات سابقة للكاتب