تأملات كونية

تأملات كونية
احترت أيُ شيء أُُحب!!

الليل بظلامه وسكونه ..
أم النهار بشروقه وحيويته…

تبادر إلى ذهني قوله تعالى ( وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا) وماهذه الآيتان الكونيتان إلا موجة في بحر الإتقان والأبداع في خلقه تبارك وتعالى..
إن التفت يمنة جال النظر في بديع صنعه وإن اتجهت ببصرك يسارا ذُهلت بجميل خلقه..

التفكر في ملكوت الإله عبادة صامتة قلبية وماهي إلا رفعة لإيمان العبد، تُحيي القلب وتمد جسوره بخالقه وتسكب بداخل تلك المضغة الصغيرة طمأنينة بأن مدبر هذا الكون الفسيح قادر على تدبير أمرها وتغيير حالها فما هي إلا حبة في الفلا..

قال تعالى
(أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ”.)
دعوة للتفكر وإفراغ القلب عن التقلب والبحث خلف الخبر والنظر..

جرب أن تكون أنت وقلبك والله ثالثكما في جُنح الليل الهادئ مقبلاً على الله خالياً ظاناً بربك كل الخير واثقاً أن القادر قادراً على قلب الموازين محققاً لك ما تدعوه..
بالله كيف هو حال قلبگ؟

لله فالأفاق آيات لعل
أقلها هو ما إليه هداك

كلما تعمقت سابحاً بصدق في بحر الكون الفسيح متأملا إشرقة الشمس صباحاً بين كفيها أملاً تنثره على الدُنى.. وفي غروبها تُعلن رحيلها على أمل العودة وكأنها تُجدد موعداً للشروق غدا ، وتقول للبائسين مامن وداع إلا منتهاه لقاء.

واسأل شعاع الشمس يدنو وهي
أبعد كل شيء ما الذي أدناك؟

تعمق أكثر وجدّف بقوة واستخرج لألئ بديع صنعه
ومد بها حبل عهد بينك وبين نفسك بأن تتفكر في ملكوته لتصل به إلى الله آمناً مطمئنا .

إيمان طالع عسيري
الرياض
معلمة ومدربة – مؤلفة كتاب الثالثة صباحا وكتاب ترانيم المطر

@eman14077

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *