مركاز الأحبة

بصحبة أخي الدكتور عبد العزيز بن أحمد سرحان أحد كبار رجالات رابطة العالم الإسلامي ورئيس مكاتبها في أوروبا وأمريكا، قمت في مساء السادس عشر من ربيع الثاني 1444هـ، بزيارة مركاز الأحبة في حي الشوقية بمكة المكرمة، بدعوة من نجم المركاز وشاعره الملقب بأبي ليلى وشقيقه. كانت ليلة جميلة وبسيطة، شَعر الواحد منا بالحب الحقيقي الصادق من هؤلاء الناس الطيبين، الذين يبنون حبهم وتقديرهم للناس بعيداً عن المنافع الشخصية.

كانت فرصة لي شخصياً بلقاء مجموعة من أصدقائي القدماء، الذين فرقت بيننا ظروف الحياة: رجعت بي الذاكرة وأنا أتناول وجبة اللحم البقري المطبوخ بالفلفل الحار والمسمى ب”الصيري” وهي الأكلة الشعبية المكية التي جاء بها تمازج الحضارات في مكة المكرمة: أقول رجعت بي الذاكرة للعم عبد القادر الشهير ببيع هذه الوجبة في برحة مدخل زقاق قبة “مالم موسى” أمام قهوة عم حنش في شارع إبراهيم الخليل، والزبائن حوله يفترشون الأرض وهم يتناولون الوجبة تحت أضواء لمبة الإتريك بين صلاتي المغرب والعشاء بينما يكون الشواء الآخر الذي لم ينضج، يشوى على نار هادئة.

كانت فرصة للالتقاء ببعض الزملاء منهم حارس مرمى فريق الوحدة أيام تألقها الأستاذ التربوي والشاعر محمد علي بخاري الشهير “سروجي”، الذي تفضل بإهدائي مجموعة من اصداراته الشعرية الرائعة والتي منها “نبض تحت الرماد و صور مكية و تغريدة للوطن و امرأة استثنائية”.

أما إلقاء القصائد الشعرية لعظماء الشعراء العرب في العصور المختلفة فحدث ولا حرج فقد أتحفنا الأخ إبراهيم بن يحي الشهير ” بأبي ليلى” بمجموعة من القصائد الشعرية الجميلة لكبار الشعراء العرب وبأسلوب إلقائي رائع، شعرت عندها أني أعيش هذه العصور الجميلة، خاصة عندما قام بإلقاء بعض القصائد المشهورة لبعض الشعراء في مدح سيد الثقلين نبينا المصطفى محمد بن عيد الله صلى الله عليه وعلى آلة وصحبه وسلم.

شعرت بسعادة غامرة خاصةٍ أنني ليلتها استعدت بعض من لياقتي في التحدث مع بعض الحضور باللغة الهوساوية والتي اجيدها تحدثاً نظراً لأني تعلمتها في فترة مبكرة من عمري كون أغلبية أصدقائي المقربين القدماء في حارة المسفلة -دحلة الولايا- والشارع الثالث ممن يتحدثون اللغة الهوساوية. “كانت ليلة بهية مطرزة بألوان الود والمحبة يسودها الشعر والأدب والثقافة”؛ والنص الأخير مقتبس من رسالة صحفية للأخ الصحفي القدير والصديق الأستاذ منصور نظام الدين لصحيفة سهم الإلكترونية.

الدكتور بكري معتوق عساس

مقالات سابقة للكاتب

تعليق واحد على “مركاز الأحبة

أحمد بن مهنا

الأوفياء لاينسون المعروف ولو نسيه معارفهم… والذكريات صفحات أشبه بالمصابيح المطفأة .. لمسة زر تعيدها للحياة !
جميلة ذكرياتك التي جعلتها حية في مركاز الصديق الماتع بأدبه وجمال إلقائه إبراهيم أبو ليلي ( أبو ليلى كنيته وليس لقبه فابنته الكبرى اسمها ليلى ) .
شكرا لك أيها الدكتور الفاضل كاتب هذا المقالة الماتعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *