يؤرقني دائما خطابان .. :
الأول : الخطاب الديني الذي يخلو من البعد الاجتماعي ( الوطني ).
الثاني الخطاب الدنيوي أيا كان طيفه الذي يخلو من البعد ( الديني).
قدرتنا على مزج هاذين التوجهين يعني التكامل في طرحنا ورؤيتنا.
جاذبية الناس عادة في أي أمر .. هي في الأشياء .. الكلمات .. المشروعات .. الجهود التي تصب في صالحهم ومصلحتهم.
ولذلك حينما يخلوا الطرح ( الشرعي) من هذا البعد تضعف جاذبيته لهم إلا لمن يريده على أي حال ، وهكذا بالضبط الخطابات الدنيوية بكل أشكالها وألوانها حينما تخلوا من التأصيل تتيه وتتقلب وكأنها لا تلوي على شيء .. خصوصا وأنك تتحدث في مجتمع جعل من الدين أولوية في حياته .. ولذلك فكل الخطابات الخاوية من هذا البعد تجدها منبوذة مشذوذة.
وإن تبناها أحد (لمراهقة ما) فهي وقتية لا أكثر !!
وخلاصة الفكرة الفكرية هنا هي أننا نحتاج لربط طروحاتنا وفتاوينا وحواراتنا ومناقشاتنا العلمية بما ينعكس على المجتمع في أمنه وأمانه واستقراره ووحدته وتنميته.
حينما نتحدث حتى عن فقه الصلاة أو الزكاة .. من الجميل أن نربطها بوحدة القلوب وحدة الصف .. التعارف .. التكامل .. التكافل .. وكل معنى اجتماعي يشعر المستمع بأن ما يفعله لله هو في الحقيقة لنفسه وأمنه ومصلحته.
وهكذا حينما نتحدث ( بلغة الدنيا) عن الاقتصاد مثلا .. نحاول ربط أحاديثنا بأن كل (مقاصد) التشريع في الاقتصاد هي من أجل ضمان المال .. وكسب الحلال .. وعدم الاستغلال !!
هذه المعاني تحتاج منا لقدرات وملكات تزاوج وتناغم بين الخطابين كما أشرت في المقدمة.
ولا حد ولا عد لما أحب أن نتناوله في هذه الرؤية التكاملية في تعاطينا للأحداث والمواقف والمحاضرات والملتقيات.
هذا المسار الجديد المتجدد هو في حقيقته تأكيد لعدم ( رهبنة الدين .. وعلمنة الدنيا).
لأن في عزل بعضهما عن بعض عدم انتظام وعدم اعتدال ومؤذنة بخراب العمران البشري وفساد كبير لشؤون الحياة.
هذا المسار اشعر بأهمية تبنيه والدعوة إليه في كل مجالات حياتنا. ففيه الفلاح والصلاح والنجاح بإذن الله.
أملي أن تؤخذ هذه الفكرة وهذه الرؤية بعين الاعتبار في مختلف علومنا وأعمالنا وتعاملاتنا .. لتكون طروحاتنا اكثر تكاملا .. وفائدة .. وجاذبية.
مقالات سابقة للكاتب