جولة في كتاب

الحمدلله الذي علم بالقلم، علم الإنسان مالم يعلم، الحمدلله الذي خلق الإنسان علمه البيان، والصلاة والسلام على معلم الناس الخير سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أمابعد:

فقد تشرفت بإقتناء كتاب: (نموذج السيطرة على تراكم المعلومات البحثية)، الذي صدر عن دار ريادة للنشر والتوزيع بجدة، لحبيبنا وأستاذنا أبا محسن سعادة الدكتور علي بن موسى هوساوي، أستاذ مناهج البحث العلمي في العلوم الإعلامية والإدارية بالجامعة الإسلامية بمينيسوتا الإمريكية، والذي قام بتدشينه في معرض جدة الدولي للكتاب ٢٠٢٢م الذي أختتم مؤخرًا.

وهو كتاب رائع سهل العبارة، نفيس الفوائد في بابه، جمع بين المتعة والفائدة، وبين العلم والمنهجية، بأسلوب مميز وفريد، استطاع أن يفي بإجاباته على كثير من التساؤلات، ويترك بصمته بين كتب البحث العلمي، رغم صغر حجمه، وقلة صفحاته، لكنه يحمل مادة علمية للباحثين، يحتاجها المبتدئ ولايستغني عنها المنتهي، وضع فيه عصارة فكره، ونتاج علمه، وخلاصة فهمه، ودوحة تجاربه، في مجال البحث العلمي كتابةً وتدريسًا وإشرافًا ومناقشةً وتحكيمًا.

فالكتاب إنما يشرف وينفس بما يحويه من معانٍ وأفكار، وهذا كفيل بأن نعرف أن كاتبه كتبه بقلبه وليس بقلمه.
وإني لأرجو أن يتبع هذا الكتاب سلسلة من الموضوعات في نفس المجال كما وعدنا المؤلف حفظه الله.

رَفرف بأجنحةِ الطُّمُوحِ مُشَرِقًا
ومُغرِبًا وَأَبْلَغ بِهَا أَعْلَى الذُّرى

وَافْتَح منافذَ كُلّ علمٍ نَافِع
لِتَرَى الْوُجُود بنورِ عِلْمُك مُسْفِرًا

وقد أشتمل الكتاب على مقدمة وعدد من المباحث توزعت على شكل مقالات.
ذكر في المقدمة سببب تأليفه لهذا الكتاب، أنه من خلال تدريسه لمادة مناهج البحث في العلوم الإعلامية والإدارية بالجامعة الإسلامية بمينيسوتا الإمريكية، أن هناك سؤال مُلح يتكرر دائمًا من الطلبة وهو:(كيف نتعامل مع الكم الهائل من المعلومات في ظل الثورة المعرفية التي أفرزتها التكنولوجيا)؟
يقول: فبدأت أبحث عن موضوع السيطرة على تراكم المعلومات البحثية، حتى عثرت على بعض الكتب التي تحدثت عن الموضوع لكن من جوانب أخرى، لكنها ساعدتني في رسم الخطوط العريضة للموضوع الذي أبحث عنه.

ثم يقول: بعد ذلك رجعت لقراءة مجموعة من الكتب التي سبق لي الاطلاع عليها في مجال البحث العلمي، – وهي من أهم كتب مراجع البحث العلمي، وذكر منها ثلاثة وعشرون مرجعًا تقريبًا – إلى جانب بعض المواقع البحثية، والمدونات الالكترونية، والمحاضرات والدورات التدريبة، والمشاركة في بعض المنصات العلمية، والاستفادة من بعض الأساتذة المتخصصين والزملاء.

سَافَرْتُ والأطْيَارُ فِي آنٍ مَعًا
وكَأنَنِي فَرْدٌ مِن الأسْرَابِ

أَسْتَكْشِفُ الكَؤنَ الفَسِيحَ مُطَالِعًا
كُنهُ الجَمَالِ البَاسِقِ الخَلَّابِ

أَبْحَرتُ فِي عَرِضِ البِلَادِ وطُولِهَا
بِقرَاءَتِي للصُحْفِ دُونَ ذَهَابِي

فَقَرَأْتُ فى صُحُفِ الكِتَابِ لطَائِفًا
وَمَعَارِفًا مِنْ خِيرَةِ الألْبَابِ

وبعد هذا المشوار الطويل من البحث المتواصل والقراءة المكثفة قام بتصميم (نموذج السيطرة على تراكم المعلومات البحثية) ولم يكتفي بهذا فحسب، بل قام بتقديم ذلك النموذج كورشة علمية بمنصة الباحثين والأكادميين (إيفاد) للإستفادة من المداخلات والمناقشات العلمية من عدد من الأكاديميين الذي شاركوا في هذه الورشة.

وبعد أن قام ببعض التعديلات والإضافات، قام بتقديم الورشة للمرة الثانية والثالثة بمؤسسة بوابة الأحداث العلمية، والجمعية العلمية للدراسات والبحوث التطبيقية.

ويعتبر موضوعه كما ذكر، أول موضوع يقدم بمسماه وكيفيته في الأوساط العلمية.

وقد تم ترشيحه ضمن موضوعات المؤتمر العلمي الدولي الأول للبحث العلمي ودوره في تنمية المجتمعات (2022) بمؤسسة بوابة الأحداث العلمية.

ثم انتقل بعد ذلك إلى التعريف بمصطلاحات العنوان والمصطلحات ذات الصلة؛ التي هي من صميم البحث، والحديث عن تراكم الأفكار والمعلومات، ولملمت النفس من الناحية المعرفية، ولماذا السيطرة على تراكم المعلومات البحثية؟

تحدث عن أهمية الباحث العلمي والبحث المتقدم الذي يعد من أهم الطرق المستخدمة لدى العديد من الباحثين حول العالم.

أجاب عن سؤال يتكرر عن مراجع البحث، وصفحاته وفصوله، والدراسات السابقة.

ثم إنتقل إلى أولى خطوات السيطرة على تراكم المعلومات البحثية.

ثم أتى على ذكر أركان ومراحل وأدوات البحث العلمي، وتحدث عن البحث العلمي ودرجات الكتابة، ولغة الكتابة البحثية.

ثم أجاب على السؤال الملح من عدد من الباحثين في كيفية التعرف على
المصادر المعتمدة للبحث، وأدوات الحصول على المعلومات البحثية، وتصنيف المعلومات البحثية.

ثم تحدث عن دورة حياة المعلومات البحثية، وخصائصها، وأسس تقويم المعلومات البحثية على الإنترنت.

ثم أتى على ذكر بعض المهارات التي تلعب دورًا مهما في السيطرة على تراكم المعلومات البحثية، كمهارة القراءة، ومهارة التلخيص والإقتباس.

بعد ذلك قام بعرض نموذج السيطرة على تراكم المعلومات البحثية وشرحه في خمسة نقاط.

وقبل الختام تحدث عن كيفية كتابة المعلومات البحثية في مرحلة قراءة المراجع، وعن الفرق بين الإلمام بالمعلومات، والسيطرة على تراكم المعلومات البحثية، وأبرز معايير تقويم وتقييم البحوث العلمية.

ثم ختم الكتاب بسجدة شكر لله على توفيقه وإعانته على إتمام هذا الكتاب، مقرونة بدعوات صادقة.

وفي ختام هذا السرد المقتضب لهذا الكتاب القيم لايسعني إلا أن أقول كما قال الشاعر:

كِتَابٌ نَظْمُهُ دُرٌ وَزَهْرُ
وَفِيهِ الْعِلْمُ فِيهِ الْبَحْثُ هَمْرُ

أَتَاكَ عَلَى بِسَاطٍ مِنْ لُجَيْنٍ
بِخَطِّ الْوَارِثِ السَّادَاتِ طُرُّ

فَخُذهُ وَجَازِ كَاتَبَهُ دُعَاءً
فَحَقُّ الفَاضِلينَ دُعَاءُ شُكْرٌ

والحمد لله رب العالمين والصزلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *