“البرزة” .. بساط أخضر و مسطحات مائية تجذب الزوار

تزخر بلادنا بالعديد من الوجهات السياحية الجاذبة لعشاق الأجواء الشتوية الربيعية ومنها مركز البرزة بمحافظة خليص؛ الذي يمتاز بخصوبة أرضه وتنوع تضاريسه (قمم جبلية – واحات – أودية– هضاب ) يقطنها مجتمع راقٍ.

منطقة جذب

وقد اعتاد السياح على تميز البرزة الدائم في الجانب السياحي حيث تتجه إليها الأنظار ويقصدها الزوار شتاءً ، خاصة عند سقوط الأمطار وتجري سهولها بسيولها ، كما أنها وجهة سياحية ممتعة لهواة الهايكنق وتسلق الجبال ، وهي كذلك منطقة مرغوبة و مميزة لعشاق الدراجات الهوائية والدبابات والسيارات المعدلة ، حيث يقصدونها صيفا وشتاء لطبيعة طرقها وتعرجها وانخفاضها وارتفاعها ومنعطفاتها وانخفاض الحركة المرورية بها خاصة نهاية الأسبوع.

بساط أخضر

في هذا العام زاد التميز تميزاً بفضل الله بعد تكرار سقوط الأمطار والبرد عليها حتى لا يكاد يمر أسبوع إلا والسحب تعانق سماءها والمطر ينهمر على تلالها وسهولها فاكتست أرضها وقمم جبالها وروابيها حلة خضراء مما جعلها وجهة جاذبة لمحبي الطبيعة و المتعة والترفيه والرياضة فقصدها الزوار من الشباب والعوائل من المحافظة وما جاورها من المدن القريبة كجدة ومكة وغيرهما.

البحيرات المائية

ما أن تهطل الأمطار حتى تجري السيول بأوديتها كـ (وادي ملقة و وادي حلمة و وادي سبلل و وادي ملح و وادي المسماة ) وهي روافد تصب في الوادي الفحل ( وادي غران ) وهو أكبر وادي يمر بها ويعتبر مصدراً للمياه الجوفية التي يعتمد عليها المزارعون في ري مزروعاتهم وعلى ضفافه تتشكل عدد من البحيرات والمسطحات المائية؛ الأمر الذي يستهوي السياح لقضاء أمتع الأوقات مع نسائم الهواء البارد وممارسة مختلف أنواع الرياضات الترفيهية والاستمتاع بالمناظر الخلابة.

مزارع البرزة

كماهو معروف فإن البرزة منطقة زراعية تشتهر بالنخيل والحمضيات والخضروات بمختلف أنواعها والورقيات وغيرها من المنتوجات الموسمية ويكتمل المنظر إبداعاً وجمالاً عندما تنزل بها الأمطار وتغمرها المياه وتمتليء أحواضها حتى تفيض فتتشكل لوحة فنية ربانية فائقة الجمال تعيش بها أجمل اللحظات بين نخيلها وأشجارها.

المحاصيل الزراعية على طرقاتها

وأنت تتجول بأحياء البرزة وخاصة بطريقها الدائري سوف تصادف عدد من الباعة الذين تواجدوا بالقرب من مزارعهم يعرضون على المارة أنواع مختلفة من منتوجاتهم الزراعية العضوية فتتزود منهم بما تشاء وبأسعار أقل بكثير مما يعرض بالأسواق.

معالم وآثار تاريخية بالبرزة

عندما تتجول بين الجبال وهضابها وسهولها ووديانها وأحيائها سوف تجد هناك معالم وآثار تاريخية لعل من أهمها سوق الزباره الذي يمتد لأكثر من مائة عام وهو مبني من الطين ومازال قائم حتى الآن شاهد على حقبة زمنية وتاريخية .

وتجد كذلك أقدم مدرسة حكومية نشأت بها عام ١٣٧٤ للهجرة وهي مدرسة طلحة بن عبيدالله التي بنيت من الطين .

وهناك جبل الغيران ويقع جنوب المزارع ، حيث تم نحت عدد من الكهوف كي تحفظ بها المنتوجات الزراعية وخاصة الحبوب والتمور.

جمال البرزة وثروتها

تكمن أثمن ثروات البرزة وأغلاها على الإطلاق في إنسانها الذي استوطنها واختار السكن بين سهولها وعلى ضفاف وديانها وعلى مسطحات هضابها وفوق قمم جبالها فتجد إنسانا طلق المحيا بشوشا كريماً خلوقاً محبا لبرزته هائما في هوائها ، فانعكس ذلك حبا وترحيبا على كل زائر قاصداً محبوبته البرزة .