ما إن تهطل الأمطار و تنحدر منها السيول بحي جليل التابع لمركز البرزة ، إلا و تبدأ معاناة الأهالي من الانقطاع التام عن المناطق الأخرى ، و ذلك يعود إلى أن حي جليل يقع على مفترق طرق ، و وادي السيل يفصل بين سكان الحي و بين أقرب نقطة طرق يتنقلوا من خلالها إلى المناطق المجاورة .
و في هذا السياق يتحدث لنا الأستاذ بدر الحربي أحد سكان الحي ، حيث ذكر أن هناك شلل تام يصيب المنطقة في جميع الخدمات .. فلا طلاب يتوجهون إلى مدارسهم ، و لا طالبات يستطعن المغادرة إلى الكليات أو الجامعات ، و لا حتى موظفي الدولة يستطيعون الذهاب إلى أعمالهم ، ناهيك عن المرضى و أصحاب الحالات الطارئة التي تحتاج الذهاب إلى المستشفيات أو العيادات الطبية .
و قد تمتد هذه المعاناة في بعض الأحيان إلى أكثر من أسبوع ، بحسب استمرار نزول الأمطار و جريان الأودية بالسيول ، و لكن هذه المشكلة قد تلمسها المسؤول و عمل على حلها بتعبيد طريق (جليل – مراخ) بطول 35 كم ، و بالفعل تم ترسية هذا المشروع على شركة “ثنيان مناحي البقمي” بالتضامن مع شركة “الغرمول للتجارة و المقاولات” ، و تم توقيع العقد بتاريخ 1436/10/24 هـ و بقيمة 49.999.998.5 ريال على أن تكون نهاية التسليم في 1439/4/12 هـ ، غير أن الشركة لم تبدأ بعد في العمل.
و بين هذا و ذاك تستمر معاناة الأهالي ، و على الطلاب اجتياز الوادي إذا ما أرادوا الذهاب إلى المدارس و ربما عرضوا أنفسهم للخطر ، بل و حتى العمالة قد حملت هي الأخرى مستلزمات العمل و ترجلت قطع الطريق رغم المخاطر ، و يظل المواطن هناك يتساءل متى يضع المقاول حجر الأساس ليبدأ الأمل في نهاية قريبة ؟ّ! .. و لكن صدى صوته لم يسمعه أحد و لربما جرف مع السيل.!!