العقول المبدعة لا تهدأ

القراءة هي بوابة المعرفة ومهما طال بنا الزمن فلن يستطيع أحد أن ينقص من قدر الكتاب في نشر الثقافة والوعي بين الأمم ، وهي خير صديق وأوفى رفيق يستطيع القارئ اخذه معه في مكان وفي كافة الاوقات ..
قال الشاعر المتنبي :
أَعَزُّ مَكانٍ في الدُنى سَرجُ سابِحٍ
وَخَيرُ جَليسٍ في الزَمانِ كِتابُ
قال ابراهيم العسعس :
قُل لي مَن أنت… أقلْ لكَ ماذا تَقرأ.
الكُتبُ كالدواء لا تُعطى على الطَّلَب، تُعطَى على التَّشخِيص…
لذلك لابد من حسن انتقاء الكتاب الذي نقرأ فيه ، وطريقة القراءة .

ففي يوم الأربعاء تلقيت دعوة لمناقشة كتاب ، وكان الاجتماع في احدى الكافيهات بتواجد مجموعة مميزة من القراء وتم النقاش وتم ذكر طريقة القراءة السريعة وكيفية التمرين على ذلك ، فاقول في مقالي هذا أن القراءة أمر غريزي مركوز في بعض الخلق فمن أحبها حرص على تنميتها واستثمارها بذاته فكل إنسان له طريقته في القراءة فهناك من يقرأ قراءة سريعة وهناك من يقرأ ويلخص ما استفادة من كل موضوع ، وهناك من يبحث عن معلومة ،وهناك من يقرأ بالقراءة الجهرية بالنطق وإما ان تكون صامته من خلال المطالعة بالنظر دون النطق .

فالقراءة أرى أنها تهذب النفس وتزكيها وتسمو بها تتحقق بها المتعة والإطلاع ، وتقلل من حالات الضغط والتوتر الذي يمر به المرء من خلال حياته الشخصية او أثناء أدائه لعمله ،وهي مهارة يقوم باكتسابها مع التعلم وهي تؤدي للنجاح وفيه تنمية الفكر والتفكير .

ولأن القراءة من أهم أنواع الهوايات سنقدم لك بعض النصائح التي تساعدك على قراءة الكتب بفعالية.

أولاً:حتى تقرأ أكثر من كتابين في الشهر يجب أن تخصّص وقت محدد للقراءة كأن تخصص ساعة ونصف للقراءة لكل يوم، إذا كنت تقرأ كتاب علمي يجب أن تقرأه خلال ساعات النهار لأنّ قراءته تتطلب التركيز أما إذا كان الكتاب رواية فيفضل قراءتها قبل النوم.

ثانياً:ينصح الخبراء بضرورة أخذ الكتاب أينما ذهب المرء، سيساعد هذا على استغلال وقت الفراغ في قراءة أكبر كمية من الكتب..

ثالثًا : حتى نستفيد من القراءة بشكل كامل ينبغي أن تقرأ بمنهجية، أي أن تقرأ بتركيز وتمعّن وأن تستعين بالمعجم حتى تبحث عن معنى ودلالة كل كلمة لا تعرف معناها، عندما تقرأ بمنهجية ستستفيد من القراءة وسيزداد رصيدك المعرفي.

رابعًا : البحث عن أصدقاء يحبون قراءة الكتب وعقد جلسات لكي نناقش بها كتب معينة، غالباً ما يطرح خلال هذه الجلسات تحليلات وآراء مختلف حول الكتب وأنت أيضاً ستشاركهم برأيك سيساعدك هذا على تقيم واختبار معلوماتك.

خامسًا : تخصيص ركن صغير في المنزل ووضع به الكتب التي تريد أن تقرأها، احرص على اقتناء كتب متنوعة أدبية وتاريخية وفلسفية واجتماعية وغيرها وسجل على دفتر خاص ملاحظاتك عن كل كتاب قرأته، سيساعدك هذا على العودة لتلك الملاحظات بسهولة عندما تحتاجها.

سادسًا : البعد عن القراءة بطريقة عشوائية لأنّ القراءة العشوائية لن تفيد بشيء، حاول الاستفادة من الوقت وقم بقراءة كتاب محدّد، وإذا كنت حديث القراءة يفضل أن تبدأ بقراءة الكتب الخفيفة وأن تتجنب قراءة الكتب الضخمة لأنها تحتاج لقدر عالي من سعة الاطلاع..

ختامًا أقول أن القراءة شيء هام وضروري في حياة كل إنسان فهي تحمي الإنسان من الأمراض ، وفيها رياضة للعقل ، كما أنها تجعله مثقف وبها تبنى الأمم بالحضارة والتقدم والازدهار ..

بدرية بنت عبدالله الشهراني

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *